العودة الى الذات ونشر ثقافة التفاؤل
فيصل تايه
02-06-2017 01:20 AM
ربما أن السلبيات والاختلالات قد تراكمت في سلوك و ممارسات البعض المأزوم ما شكّل عبئاً وربما علّة على الشخصية ذاتها .. ولذلك نجد ان هناك تحوّلاً واضحاً لرفض الذات وانكار لها من الداخل ، والخروج بها من اصالتها وقيمها الموروثة .. ولعله الشعور بالذنب والتقصير ناحية الوطن ما خلق ازمة ضمير علها اختزلت مسافة فارقة من المعاناة الحياتية التي جعلت هؤلاء يتضاءلون أمام ذاتيتهم .
لن يمضي هؤلاء الى سبيلهم ما دمنا شعب حضاري ونمتلك من مقوّمات التحضر والرقي ما يكفي لمواكبة روح العصر وحضارته الانسانية الحديثة ، ونسعى لاقتلاع اية افكار مهبطة من جذورها لنزدهر بعقولنا وفكرنا . لذلك يجب ان نتخلص من السوداوية والنظّارات السوداء التي يرتديها نفس هؤلاء والتي توشك أن تصادر مشاعر الأمل والسعادة في وطن نسعى به للخير تلك المشاعر التي تسوق لها الافكار الظلامية المتخلّفة في نشر ثقافة الكراهية ، وإلهاب النزعات لتصنع لها ثغرات تستمر من خلالها في نهب مقدّرات حاضرنا ومستقبلنا.
إننا بحاجة الى ثقافة تضرب بعمق جميع مكونات مجتمعنا من اجل خلق حالة من الوعي ينتج عنه سلوك كفيل بتعرية الجماعات التي تختبئ في جلد نمر لإيجاد الطريق الآمن والمختصر والمفيد للخروج من الحالة الاجتماعية النكدية التي يعيشها العامة والتغلُّب على الموروثات والمظاهر السلبية الدخيلة على قيمنا ومجتمعنا والتي ما فتئت تتآمر لبث سموم التشاؤم لتدمّر ما تبقّى من ثقة بالذات.
انني اعتقد إن من واجبنا جميعاً توسيع دائرة الوعي بأهمية نشر ثقافة التفاؤل، وعدم الاستسلام لثقافة التهور التي تنضوي على النزعات العدائية مهما كانت الظروف ولا يمكن أن تكون جُزءاً من قيمنا وحضارتنا وأصالتنا.
ليعي المخلصون من ابناء هذا الوطن ان من يزرع مثل هذه المفاهيم المحبطة في عسل الاعتقاد .. يختزل عثرات عابري المفهوم الوطني والانساني الدنيوي .. من اجل الوصول الى تفكيك القيمة المُثلى للعقل .. لتُسقط عنه رداء الحياة ..ليمضي وفق أمزجة الطامحين للاستحواذ على مقدراتنا وفكرنا وانسانيتنا ووطنيتنا الكامنة في فطرتها الازلية السليمة.
والله المستعان