ما نريده يريد الملك أيضا فمن المعطل
عدنان الروسان
01-06-2017 04:04 AM
في الأخبار اليوم الأربعاء أن الملك ترأس اجتماعا لمتابعة سير العمل في تنفيذ خطة لتطوير أداء القطاع العام ، و قد تحدث الملك بوجود رئيس الوزراء و وزيرة تطوير أداء القطاع العام و عدد آخر من المسئولين عن ضرورة تجاوز أي معيقات أو تحديات تعرقل الأداء العام و عن ضرورة محاسبة أي مسئول مقصر في خدمة الوطن .
و قد كنت كتبت يوم أمس الثلاثاء في هذا الموضوع بالتحديد منتقدا بشدة أداء وزارة تطوير أداء القطاع العام ، و البيروقراطية و التقصير الكبير الذي يعاني منه هذا القطاع و تعاني منه الوزارة المكلفة بالتطوير و الرقابة ، و لا أزعم أن الملك استجاب لما كتبت ، و في أبجديات الإعلام أن لا يصيب أي كاتب الغرور إذا تجاوبت الحكومة أو المسئولين مع ما يكتب ، و لكن يثلج صدري أن ما نشعر به نحن المواطنين هو هاجس لدى الملك أيضا و بالتالي فإن التوافق في ما يشعر به المواطن و الكاتب و ما يراه ، و بين ما يشعر به الملك و يرغب فيه هو إشارة إلى أننا جميعا نكتب و ننادي و نتحدث عن أمور تهم المواطنين ، تهم هذا الشعب المسكين الصابر المرابط إن لم يكن على ثغور الحدود و العدو فعلى ثغور الفقر و الضنك و العوز و أداء القطاع العام غير المرضي.
إن ما يجب على حكومة الملقي أن تقوم به هو أن تتفاعل بصورة عملية و حثيثة مع متطلبات التنمية السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي قد تخفف من معاناة الناس و تعطي جرعة من الأمل للمواطن بأن هناك إصلاح من نوع ما يحدث و أن في المستقبل بوادر أمل و في الأفق بوادر انفراج ، و الحكم الرشيد هو الذي يأخذ مشاكل المواطنين و يحلها بما أمكن ، و يخاطب الناس بشفافية و صراحة ، و ينفذ ما يمكن تنفيذه مهما كان قليلا ، فقليل دائم خير من كثير منقطع ، و لو اهتمت الحكومة بتذليل العقبات أمام المستثمرين صغارا و كبارا و خففت من عدد الأختام و التواقيع و الأنشنات و التدقيقات على المعاملات فإن ذلك سوف يحسب لحكومة الملقي كخطوة ايجابية كبيرة في الاتجاه الصحيح.
لقد نضجنا جميعا ، حكومة ، موالاة و معارضة ، فقراء و أغنياء ، شرفاء و لصوص ، و آن الأوان أن ننظر الى الوطن نظرة مختلفة ، نظرة حب و حنان و لو لمرة واحدة فالدنيا ليست أموالا و بنين فقط ، و لا مناكفات فقط ، الدنيا فلسفة رائعة ، و الشعب الأردني يستحق أن يشعر ببعض الأمل ، و الملك ينادي و يجتمع و يتحدث ، و لكن التفاعل الحقيقي من قبل الوزارات و المؤسسات ليس بالقدر الكافي ، بل في بعض الأحيان نشعر أن يصب في خانة مخالفة الملك في كل ما يقول و ينادي به ، و لسنا في معرض تحريض أحد على أحد فالحكومة اردنية و الوزراء كذلك و الرئيس ليس لنا معه خصومة و نظن ظنا حسنا بالجميع لكن ما نراه في الدوائر الحكومية من أمور عوجاء و عرجاء لا يمكن تفسيرها و لا فهمها تكاد تطيح بعقولنا التي لا تستوعب لماذا يقوم البعض بوضع تعليمات لتنفيذ القوانين تخلو من أي منطق او تفسير ، لا يمكن فهم أن يكتب اسم وعنوان صاحب المعاملة على المعاملة نفسها خمس مرات و اعادة العنوان خمس مران و كأنه عقوبة النسخ التي كان يفرضها المعلمون في سالف العصر و الأوان على الطلاب المقصرين ، لا يمكن فهم أن يوقع اربعون موظفا على معاملة ، لا يمكن فهم معاقبة محسن بإساءة مسيء من المواطنين و المسئولون يعرفون عن ماذا أتحدث.
بكل الأحوال شكرا للملك سواء كان اجتماعه و حثه على الاهتمام بما طالبت به في مقالي يوم أمس تجاوبا مع ما كتبت أم لم يكن ، فالقول و العمل لله و لرفعة الوطن و لكي نبني لأبنائنا و أحفادنا أشياء يذكروننا بها بالخير ، سنصل الى بر الأمان ليس في ذلك شك ان شاء الله و لكن الوقت من ذهب و الوقت كالسيف ان لم تقطعه بالخير قطعك بالشر ، و سنراقب ونرى إن كانت الحكومة ستفي بما وعدت به و بما قطعته من وعود أمام الملك و سنكتب عن ذلك في حينه ان مد الله في أعمارنا.