facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الأردن ومناطق تخفيف النزاع في سورية


رومان حداد
01-06-2017 03:39 AM

تقترب المهلة النهائية لتنفيذ المناطق الآمنة وفق التصور الروسي أو مناطق تخفيف النزاع وفق التصور الأمريكي من نهايتها، وفق تقويم اجتماع الأستانة الأخير، وهو الثالث من حزيران، وتبدو العديد من التفاصيل قد صيغت وتم التوافق عليها، وتبدو تركيا طرفاً مستفيداً من اتفاق الأستانة الأخير، حيث ستنشر قواتها العسكرية كطرف ضامن للاتفاق في مناطق عدة داخل الحدود السورية، وصولاً إلى ريف حماة، وهو ما يعني أن قوات إردوغان لن تكون بعيدة أكثر من 300 كيلومتر عن العاصمة دمشق.

وترغب تركيا إردوغان أن يكون لها دور أكبر من ذلك وأقرب بكثير من العاصمة السورية من خلال تواجدها كقوات ضامنة للاتفاق في مناطق ريف دمشق، في منطقتي جرمانا والغوطة الشرقية، وهما المنطقتان اللتان تدخلان ضمن المناطق الآمنة، ولكن النظام السوري يرفض ذلك رفضاً تاماً، وهو ما يعيق وصول تركيا إلى (كتف) دمشق الشرقي.

على الجبهة الجنوبية تبدو الأمور أكثر تعقيداً، حيث لا تبدو للاعبين الأمريكي والروسي رغبة أردنية في إدارة المناطق الآمنة في الجنوب السوري، في الوقت الذي تحاول فيه إيران وأتباعها تغيير المعادلة كاملة بصورة تجعل إدارة الجنوب السوري كمنطقة آمنة أمراً صعباً.

فخلال الأسابيع القليلة الماضية كان العمل على تغيير الأمر الواقع في كل من محافظتي السويداء ودرعا، وبرز التغيير الملموس في محافظة السويداء من خلال وصول ميليشيات الحشد الشعبي العراقي التابعة لإيران وبقيادة إيرانية تتراوح بين (20-30) خبيرا وقائدا ميدانيا إيرانيا.

بالإضافة إلى قوات درزية موالية للنظام السوري وهي قوات مقسومة مجموعتين، الأولى هي ميليشيا (لبيك يا سلمان)، وهي ميليشيا درزية بدعم إيراني، وسلمان المقصود هو سلمان الفارسي، ويقدر تعداد الميليشيا بما قارب 300 مقاتل تحت إشراف وإمرة قادة ميدانيين إيرانيين يقدر عددهم ما بين (12-15) إيرانياً.

والثانية هي (سرايا التوحيد)، وهي ميليشيات درزية أنشأها الشخصية الدرزية اللبنانية المقرب من حزب الله اللبناني (وئام وهّاب)، وبتدريب وإشراف من حزب الله اللبناني، ويقدر عددهم على الأرض بما يتراوح بين (300-400) مقاتل، وهذه القوات متواجدة بإشراف قياديين ميدانيين من حزب الله لا يتجاوز عددهم عشرة أفراد.

مع تواجد لقوات النظام السوري، وهي التي استلمت بعض المناطق في الجبهة الغربية من محافظة السويداء، بعد أن تراجعت قوات العشائر المدعومة من الجيش الحر. ويقدر عديد الجيش السوري بـ(350) عسكرياً، وبضع آليات خفيفة، وهو بقيادة مباشرة من مسؤولين استخباراتيين إيرانيين، وقيادة ميدانية مشتركة (سورية/إيرانية).

كما تأكد تواجد جزء من الكتيبة 31 الروسية الخاصة بالمناطق الصحراوية والجبلية والتي تُسمى كتيبة توران، والتي كانت متمركزة عند الحدود الجنوبية لمنطقة تدمر، ويقدر عددها بـ(200) مقاتل، وهي تتمركز بعيدة عن التجمعات السكانية.

وفي قراءة متأنية للموقف في الجنوب السوري يمكن التفريق بين الموقف الروسي والموقف الإيراني من الحالة الجنوبية السورية، فبالنسبة للموقف الروسي فإن عدم وجود توافقات أمريكية روسية على المناطق الجنوبية في سورية أدى إلى تكثيف الهجمات الروسية الأخيرة على الجبهة الجنوبية السورية، والتواجد النوعي قليل العدد في محافظة السويداء، بحيث تُطالب روسيا الولايات المتحدة بضرورة بناء توافق حول هذه المناطق، بحيث يكون الانسحاب الروسي منها مقابل ثمن مقبول روسياً.

في حين أن الموقف الإيراني مختلف تماماً، فإيران تدرك أهمية المنطقة الجنوبية بالنسبة لمشروعها الكبير بربط العراق بسورية ولبنان، وبالنسبة لمشروعها في سورية، وهي ترفض تسليم المنطقة الجنوبية للأردن، لأنها ترى بذلك خسارة كبرى في سورية، وتدميراً لمشروعها الكبير في منطقة المشرق العربي، وبالتالي فإن القوات المختلفة، باستثناء القوات الروسية، هي قوات لحماية المشروع الإيراني في سورية والمشرق العربي.

اتخاذ مطبخ صنع القرار الأردني (الأمني العسكري السياسي) موقفاً واضحاً بضرورة كون الأردن طرفاً ضامناً لاستقرار المناطق الآمنة في جنوب سورية، بصفته طرفاً ثالثاً كما نص اتفاق الأستانة على ذلك، سيكون فرصة حقيقية لتطبيق الاتفاق وحماية الحدود الأردنية الشمالية، ويوقف المد الإيراني الذي يهدد المنطقة.

كما أن إدارة المنطقة الجنوبية في سورية أردنياً تساعد على عودة اللاجئين السوريين في الأردن، حيث يشكل أيناء الجنوب السوري ما يقارب 80% من اللاجئين السوريين في الأردن، بالإضافة إلى أنها تتيح فرصة اقتصادية ضخمة وهي إعادة إعمار وعمران سورية، ولتفصيل هذه النقطة مقالة أخرى.


الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :