عن هذا القانون على مدى .. واحد وأربعين عاماً !د. زيد حمزة
31-05-2017 12:55 AM
تقلقني – منذ زمن طويل ومن حيث المبدأ – العلاقة الملتبسة بين فئتين من المواطنين واحدة تضم المالكين والاخرى المستأجرين وليس ضروريا أن يفصلهما حد قاطع فالمالك في وقت ما مستأجر والمستأجر في مكان آخر مالكٌ، وفي الحالتين تتداخل وتتفاوت أخلاق كل منهما بين الغلظة في التعامل وبين الشعور المفرط بالظلم لتنزلق الى مستنقع الكره والحقد والاختصام في المحاكم.. وقد بدأتُ بالتعبير عن قلقي قبل واحد واربعين عاماً بالكتابة الهادئة ثم الغاضبة احياناً عن قانون هذه العلاقة وهو يتعرض للتعديل أو التشويه بما يؤدي الى تعكيرها وبالتالي تكدير الأمن الاجتماعي القائم على توازنها، ففي العام 1976 انتقدتُ الذين يملأون الدنيا صراخاً وعويلاً من باب الرحمة والعطف والشفقة على المالكين – المساكين – الذين لم يعودوا يجنون من ايجارات عقاراتهم القديمة كما يرغبون أو كما يجني المالكون الجدد! ويطالبون – تبعاً لذلك – بتعديل القديم أو بفرض قانون جديد يستند على مقولة (العقد شريعة المتعاقدين) ويبيح للمالك إخراج المستأجر اذا شاء ان يهدم المأجور مهما كان حديث الانشاء! وبعد سنوات من المحاولات المتكررة اللحوحة لتعديله تساءلتُ في العام 1980 لماذا تريد الحكومة ان تغير جوهر هذا القانون، ألأنه قديم، وهل كل قديم يجب تغييره؟! فنحن نعلم ان ذلك ضروري حين يطالب به عدد كبير من الناس إذا اصبح يشكل ضرراً عليهم أو يوقع بهم ظلماً، فهل يا ترى طالب المستأجرون وهم الغالبية العظمى في هذا البلد بتغييره أم ان الذي يضغط من اجل ذلك هم فئة المالكين لتحقيق منافع جديدة لا يوفرها لهم القانون القائم الذي اشهد انه يحمي الجانب الضعيف من تحكم الجانب المقتدر القوى اذ لا يسمح للمالك بطرد المستأجر وتشريده لمجرد الحصول على اجر أعلى يزيد سنويا دون ان يقابله أي تحسين في خدمات المأجور مثلاً!.. كما نعلم ان الحكومات تفكر عادةً بتغيير القوانين اذا رأت بانها اصبحت قيداً على التقدم الاقتصادي في مضمار معين فهل كان قانون المالكين والمستأجرين عقبة في طريق التوسع العمراني مثلاً؟ إن نظرة بسيطة على عمان تؤكد ان العكس هو الصحيح، فآلاف البيوت والعمارات تقام سنوياً وذاك دليل على ان هذا الاستثمار مازال اكثر اجتذابا برغم قانونه المتهم بالتخلف وعدم مسايرة روح العصر. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة