هل يفلح المال في ادارة سياسة العالم؟
30-05-2017 10:53 PM
عمون - لقمان إسكندر - يبدو السؤال ملتبسًا، لكنه مطروح اليوم كما لم يطرح من قبل.
هناك من يقول ان (المال) سيعمل على خلط مزيد من الاوراق من دون العثور على ورقة الحل.
في الاثر العلمي، ان الدماغ لا يستطيع خلق صور وجوه لم يرها من قبل, لذلك عندما تحلم بشخص لم تره ابداً, اعلم انك قد لمحته ولو لجزء من الثانية في حياتك.
ربما من اجل ذلك يصعب على الكثير من الناس اليوم فهم ما يجري في الاقليم. إننا نعاني من تخبط غير معتاد، ولم يعشه الاقليم سابقا. لهذا لا بد ان تكون النتائج مفاجئة.
اقصى ما يمكن ان يتحدث به القوم بالقول ان ما يجري هو اعادة انتاج سايس بيكو جديد، ذلك ان هذا القول قد اختبرته المنطقة قبل مئة عام، من هنا ستستريح الادمغة المعاصرة او التحليلات السياسية لاستدعاء مشهد مثيل او قريب منه لتفسير ما يجري.
في الاخبار الكثير من الفوضى. ولا احد يريد ان يعترف ان ما يجري (تجريبه) في المنطقة ليس سوى محاولات تخبط متكررة منذ ان اندلعت شرارة الربيع العربي.
لا شيء مؤكد، وكل فريق رهن بمواقفه السابقة ورؤيته لمسار الامور.
منذ سنوات والحلول التجريبية تلد نفسها، لكنها كانت ولادات مشوهة، فما ان خرج الجنين الى العلن حتى مات.
هذا تماما ما تعبر عنه التحالفات اقليمية الهشة، فما اسرع ان تتبدل، لصالح تحالفات اخرى، وهكذا هي الامور منذ سنوات.
كيف يمكن تفسير ما يجري من تقلبات للتحالفات في الاقليم حتى لا تكاد تستقر على تحالف.
صحيح ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اشترط في قمة الرياض "على ايران استعدادها لأن تكون شريكًا في إحلال السلام"، لفك العزلة عنها. وصحيح أيضا عمد ترامب الى اسماعنا ما يرضينا لمواجهة إيران بمنطقة الشرق الأوسط بدعم أمريكي.
لكن كيف يمكن تفسير ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن إيران في انتظار استلام أسطول من طائرات بوينغ الأمريكية الصنع، وذلك نتيجة صفقتين بقيمة 22 مليار دولار تحصل عليها الشركة الأمريكية، علما ان آخر عقدٍ وُقِّع بين شركة تصنيع الطائرات الأمريكية وشركة الطيران الإيرانية "إيران آسمان" كانت بعد شهرين من أداء ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة.
يفسر السياسي الاردني حازم قشوع المشهد بالقول: كانت دول العالم تدار سياسيًا، اما اليوم فتدار اقتصاديا.
ويضيف، لقد تبدل المشهد الجيوسياسي على مستوى العالم، وهو ما يفرض تداعيات تبدو متضادة واحيانا متصادمة.
يأمل قشوع ان يكون الامر فيما يتعلق بايران هو عبر محاولة الاحتواء من الداخل، وليس غير ذلك.
لكنه في المقابل يؤكد ان ما يجري هو اعادة فك وتركيب للمنطقة ستنتهي بتقسيمها عبر مراكز قوى مناطقية وطائفية.
وفي النهاية يبدو قشوع متشائما وهو يقول: كل ما جاء في القمة لن يرتقي لتطلعات شعوب المنطقة جميعها.