جرائم لم يرتكبها حتى النازيون!!
خالد محادين
14-12-2008 04:24 AM
ليس ثمة فرق بين الموقف الاميركي والموقف الروسي من جرائم الصهاينة العنصريين في غزة او الضفة الغربية الا باللغة وليس ثمة فرق بين الموقف الاميركي والموقف الصيني الا باللغة، بالنسبة لهذه الجرائم، وتتشابه هذه المواقف الثلاثة مع الموقف البريطاني، ومع الموقف الفرنسي، فهذه المواقف متشابهة في المنطق والهدف والديمومة مثل عضوية هذه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، فالاميركيون والروس والصينيون والاوروبيون يلتقون مع موقفي من جرائم المستوطنين في الخليل وجرائم الصهاينة في كامل قطاع غزة والضفة الغربية كاملة، سواء في نتائج الحصار والتجويع والنازية الجديدة التي تستهدف كل الفلسطينيين حيثما تواجدوا على ارض وطنهم، اذ احياناً يصيبني اليأس والاحباط فألتزم الصمت او اتذكر انني عربي فأندد بالجرائم كما تفعل دول كبرى او صغرى.
ماذا يختلف ما اقوله عما يمكن ان تقوله موسكو او بكين؟ وماذا يختلف ما اقدمه لأهل الخليل او اهل القدس او رام الله عما تقدمه او قدمته واشنطن او لندن او باريس او روما او اية عاصمة غربية او عربية او اسلامية؟ فنحن جميعاً نطل من ذات الشرفة وبذات اللغة الخائفة او العاجزة ونتحول في آخر النهار الى متفرجين امام شاشات الفضائيات، لا نقدم تنديداً بالصهاينة ولا نقدم تنديداً او شجباً على مسامع الفلسطينيين.
لقد مرض المجتمع الدولي وربما ماتت ضمائره وربما سقط في نوم عميق ولا إبالية قاسية امام مشهد الجدار العازل او مشهد المعابر المغلقة او مشهد الفقر والجوع وفقدان الدواء والطمأنينة وحليب الاطفال، وننشغل بالصومال وهذا امر محترم او ننشغل بدارفور رغم ان آلامها لا تقترب من آلام الفلسطينيين ومعاناتهم اليومية، وصار المتحدثون عن مآس نحمل مسؤوليتها لا يذكرون الفلسطينيين ولا يقتربون لو بعتاب من الجرائم العنصرية النازية التي يرتكبها العدو الصهيوني صباح مساء.
ان ما هو اكثر خطورة من هذه الجرائم التي لا تُرتكب الا ضد العرب وضد المسلمين، فكل ما يشهده العالم هو حرب ابادة تشن ضدنا وتترك آثارها المدمرة المتمثلة بتعميق كراهيتنا على اعدائنا الكثر واحفادنا اطفالاً وشباباً وشيوخاً على معسكر الاعداء المتحالفين ضدنا دون ان تكون هناك اتفاقات لهذا التحالف.
يستطيع العدو ان يمنع سفينة ليبية او قطرية او ربما تركية من الوصول الى اهل غزة، ولكنه بالتأكيد لا يستطيع منع سفينة روسية او صينية او فرنسية او حتى اميركية او بريطانية من حمل دواء لمرضى غزة او حمل حليب لأطفالها او حمل نفط لحق الغزيين في الطبخ، اذا كان لديهم ما يطبخونه او الحصول على الضوء او احتياجات المستشفيات.
جريمة غزة لم يرتكب مثلها هتلر او المانيا النازية لكن الجميع يقف امامها متلذذاً برؤية عذابات الفلسطينيين، حتى عندما صدر بيان لا قيمة عن جرائم المستوطنين كانت الاشادة بحكومة العدو اكبر الف مرة من الاعتراض على هذه الجرائم في نفاق سياسي ولا اخلاقي مارسته الدول الاعضاء في مجلس الأمن.
kmahadin@hotmail.com
الراي