نعم استقلالنا استقلال مملكة المجد و الاستعلاء
حسن محمود راشد
29-05-2017 06:49 PM
لم يكن من قبيل الصدفة ان يعزز شعب المملكة الاردنية الهاشمية احتفالاته سنة تلو اخرى ، بمناسبة عيد الاستقلال المجيد ، يؤكد فيها ولائه و انتماءه لتراب هذا الوطن ، و قيادته الهاشمية العظيمة ، نعم نقول ليس من قبيل الصدفة ، لان تراب هذا الوطن كان الشاهد على معركة الاستقلال الاولى ، التي خاضتها جيوش أل هاشم الابرار بقيادة نبيهم و رسولهم محمد عليه افضل الصلاة و السلام ، و هم ينطلقوا من ارض نجد و الحجاز ، ليتخذوا من ارض الاردن البوابة الاولى للفتح ، و دربا لتحرير الشعوب من ظلم و جبروت الطغاة الظالمين ، نعم كان الاردن بوابة اشرقت منها شمس الحرية و نور الهدى لكافة أصقاع المعمورة التي وطؤوها ، و لئن كان غيرنا يفاخر اليوم بارضه المجبولة بالنفط و مشتقاته ، فأننا نباهي و نفاخر بتراب الاردن الذي روي بدماء الشهداء في مؤتة و الاغوار و كافة المواقع ، و هذا اكبر دليل على عمق تاريخ هذا الوطن ، و حق لنا ان نفاخر و نستعلي بما قدمه الاجداد من تضحيات عظيمة لا تخبوا و لا تخفيها عوامل التعرية الزمانية و المكانية .
نعم نحن الاردنيون يحق لنا ان نفخر و نزهو بإنجازاتنا العظيمة المتحفة بالعطاء على مر القرون .
نعم نحن الاردنيون الذين بقينا على الوعد و العهد مع أل بيت رسولنا الكريم ، فلما جاءنا الشريف الهاشمي الحسين بن علي كرم الله مثواه ، معلنا مرة اخرى ثورة الهواشم الاشراف على الطغاة و المارقين ، كانت ارض الاردن المنطلق الاول مع الشريف الهاشمي لإعادة امل امة تبخر ، و احياء مجد امة تبعثر ، و كبرياء تناثرت و تاهت بين دول الشر و الطغيان ، فكانت الرصاصة الاولى التي اطلقها شريف مكة المكرمة هي الجامعة المانعة التي احيت في النفوس الامل ، و اعادت للعروبة و الاسلام مكانهم الحقيقي و الطبيعي بين الامم ، فكانت بحق و بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء ثورة مجيدة ، لولا ان دخل صفوفها المغرضين و المفسدين الضالين المضلين ، ليحرموا شعوب العرب من صفاء نعيمها و روعة مكاسبها .
و مع ذلك فقد ابى الاردن بأصالته ارض و شعبا الا ان يكمل مسيرة الحق في وجه الباطل ، فوقف مع المليك الهاشمي المؤسس المغفور له الملك عبدالله الاول في وجه المستعمر منتفضا لا يرهبه سلاحا ولا قوة و لا يتراجع عن موقفه الوطني و القومي مدافعا منافحا حتى نال بحكمة و حنكة قيادته الهاشمية و بعزيمة رجاله الاشاوس استقلالهم الذي يليق بمكانتهم بين الامم.
و من مليك هاشمي مؤسس الى مليك هاشمي معزز ، قصص حب و وفاء وولاء ، تناقلتها رايات ملوك ال هاشم الابرار على ساحة هذا الوطن ، فكان الحب و الوئام مترافقا ابدا بين الحاكم و المحكوم عبر نهج رسمت ابعاده رايات العدل و الحق و الشجاعة و الاحسان.
قيل أن الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها ، الاكم ملوك ال هاشم الابرار فكل ارض وطئتموها احييتموها ، فهنيئا لكل قرية و كل ارض و كل شعب ينال شرف حكمكم ، فأنتم ورثة رسول العدل و المحبة و السلام .
هنيئا لشعبنا الاردني العظيم باستقلاله عبر القرون و هنيئا لكم ايها الاردنيون بما خصكم الله به من شرف عظيم اذ سود عليكم احفاد ال بيت رسوله الكريم و حق لكم ايها الشعب الاردني العظيم ان ترفعوا رايات المجد و الاستعلاء.