كلّ عامٍ وإنسانيتنا في أثرنا كٓعٓيْنِ الله.
لارا مصطفى صالح
29-05-2017 02:40 PM
إن أيّة من اللحظات التي عشناها لما قُدِّرٓ لها أن تمضي برغباتها وأعيادها بالنسق الذي نتمنى لولا صُنّاع السعادة، ولما قُدِّرٓ لخفقات قلوبنا ولا ذبذبات عقولنا أن تنعم بالسكينة والنقاء لولا صُنّاع السلام وأصحاب الفكر المتقدم المتصالحين مع ذواتهم.
أعوامٌ تمضي وأعمارٌ تحترق وطفولة تردد قصيدة الموت في جميع أصقاع الأرض. وأحلامٌ ترقد تحت ركامٍ من حجارة ورملٍ. كلّ حجرٍ يخبئ سرّ وجه شطرته آلة الشيطان. وكل ذرة رملٍ تنشد ابتهالات روحٍ اعتادت هجاء الألم! في الآونة الأخيرة كان كلُّ شيء لا متناهياً، حتى أن الكون أضحى مزيجاً بين عقلٍ وحمق. واتسعت مسافة الخلاف بين دخائل النفوس، وغلب الجهل على العلم، وأقفرت القلوب عن الرحمة. وضاقت الصدور بمتناقضات الحياة، والنفوس سئمت رائحة الموت، فدب المشيب في الأرواح وجفت عروقها. ولئن كنا لا نتوقع الأفضل من الأيام القادمة لكني أكاد أجزم بأن لسان حال كلٍّ منا يتمنى على أقل تقدير أن يفلت من سيِّء أحكامها.
للقلوب المحشوة بالألم، الأمهات الثّكالى والأرامل، اليتامى والأسرى والمرضى؛ كل عامٍ وأنتم ببهجة. للأمعاء الخاوية وللأجساد العارية، لللاجئين والمشردين بين أرصفة الخيبة؛ كل عامٍ وأنتم برحمة.
للأرواحِ في عالم النّور. أرواح الشهداء، وأرواح من سكنوا بيوتنا ردحاً من الزمن وغدوا أطيافاً تسكن ذاكرتنا؛ كل عامٍ وأنتم بسلام. للحناجر التي أصابتها البحّة لحظة الوداع؛ كل عامٍ وأنتم وأحبتكم بخير.
كل عامٍ وجميعنا بمحبة؛ في عالمٍ لا يرفضُ بعنف، لا يسخرُ بعنف، لا يعرّي بعنف ولا يكرهُ بعنف. عالمٌ لا شرّٓ ولا طغيان فيه. عالمٌ يتشابك فيه المحسوس بالخيال. عالمٌ لا أشقياءٓ ولا أوصياءٓ فيه.
كل عامٍ وإنسانيتنا في أثرنا كٓعٓيْنِ الله؛ فبها ستٓكتمِل قصّةُ الحياة.