نكتة غير مقبولة من وزارة الثقافة
المهندس مصطفى الواكد
13-12-2008 07:31 PM
في كل دولة من دول العالم تجد المواطنين وكأنهم قد اتفقوا ضمنا على أن ينسبوا ما يخطر ببالهم من النكات والأفعال الطريفة إلى أهالي منطقة أو قومية معينة من مواطنيهم ولم يشذ الأردنيون عن هذه الحالة حيث نجد نكاتا كثيرة قد نسبت للسلطية والطفايلة و هذه النكات في معضمها تغمز من ثقافة أو نباهة من تنسب إليهم من باب المداعبة حيث يعرف الأردنيون أكثر من غيرهم أن السلط والطفيلة قد أنجبتا من أهل الفكر والمعرفة ما يزيد عن غيرهما من المدن الأردنية .
أيام دراستنا الجامعية في العراق الشقيق وبنفس السياق كان زملاؤنا الطلبة العراقيون ينسبون كل نكاتهم لأبناء بلدهم الأكراد الذين يقطنون منطقة الشمال العراقية وهي بالمناسبة من أجمل المناطق السياحية في الوطن العربي وقد تميزت بعض مدنها بمنتجاتها الغذائية كالألبان لمدينة أربيل والكباب لمدينة السليمانية . من تلك النكات أن رجلا كرديا بعث برسالة خطية عبر البريد إلى ولده المكلف بالخدمة العسكرية في الجيش العراقي أيام خدمة التجنيد الإجباري كتب عليها العنوان بالطريقة التالية: بغداد – وزارة الدفاع – مقابل لبن أربيل – ليد فلان ابن فلان ، معتقدا أن دكانا يبيع اللبن في بغداد أشهر من أكبر وأهم وزارة عراقية في ذلك الحين .
تذكرت كل ذلك بعدما عدت إلى البيت أحمل مجموعة كبيرة من الكتب اشتريتها بثمن رمزي من خلال البرنامج الرائد الذي تبنته وزارة الثقافة الأردنية بعنوان مكتبة الأسرة و مهرجان القراءة للجميع ، جلست بسرور بالغ أقلب تلك الكتب متنقلا بين عناوينها إلى أن استفزتني عبارة وقعت عليها عيناي كتبت على الصفحة الأولى من كل نسخة كتاب نصها التالي : ( الناشر : وزارة الثقافة - شارع وصفي التل - خلف جبري المركزي ) .
لا أظن أن وزارة الثقافة أرادت أن تتحفنا بنكتة تفسح من خلالها مجالا للتندر ، بل انها وقعت في خطأ كبير يمس هيبة الوزارة ويتجاهل جهدا كبيرا بذلته أمانة عمان الكبرى في الترقيم والتسمية للشوارع والبنايات ، ناهيك عن اسقاط كلمة الشهيد التي تسبق اسم البطل وصفي التل الذي سمي الشارع بإسمه تخليدا لذكراه.
أتمنى أن لا نكون قد انتقصنا من حق الشكر لمن ابتدع فكرة مكتبة الأسرة ولمن عمل جاهدا على انجاز المشروع وايصال مجموعة من الكتب القيمة لنا و لأبنائنا ، إلا أننا لا نقبل إلا أن تكون وزاراتنا معالم يستدل بها على المجاورين.
mustafawaked@hotmail.com