يستطيع تنظيم « الإخوان المسلمين « التبرؤ من مجمل الأعمال الإرهابية التي ارتكبت بحق المصريين الأبرياء بصورة عامة والإخوة الأقباط بصورة خاصة منذ ثورة خلع محمد مرسي وإسقاط « حكم المفتي» ، فكل الأعمال التي ارتكبت ومازالت ترتكب ومنها الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبت صباح يوم الجمعة الماضي ضد « باص المنيا» الذي كان أغلبية ركابه من الأطفال و المتجهين فى رحلة دينية لزيارة دير « الأنبا صموئيل من بنى سويف إلى المنيا وراح ضحيتها 28 شهيدا كلها نتاج تخطيط وتحالف واضح بين التنظيم الدولي للإخوان وتنظيم داعش الإرهابي ، وهو التحالف القائم على زعزعة الاستقرار في مصر بصورة خاصة للثار من النظام المصري الجديد وذلك من خلال استمرار الأعمال الإرهابية التي تستهدف المنشات العامة ومؤسسات الدولة واستهداف الأقباط وكنائسهم لقناعة التنظيم الدولي للإخوان أن استهداف الأقباط سوف يظهر الدولة المصرية في نظر العالم وبخاصة أوروبا والولايات المتحدة بأنها دولة غير مستقرة وضعيفة وعاجزة عن حماية مواطنيها.
شكلت قمة الرياض التي أكدت على محاربة الإرهاب بلونيه: « الإيراني» وتوابعه من تنظيمات شيعية متطرفة ، والسني بمكونيه الاخواني و الداعشي « حالة ذعر كبرى لدى هذه القوى الظلامية التي ترى في زيادة أعمالها الإرهابية وتحديدا ضد المساجد والكنائس نوعا من أنواع الرد على قمة الرياض ومن باب التحدي واثبات الوجود ، كما شكل نجاح مصر في العودة إلى دائرة التأثير الإقليمي والدولي بعد قمة ترمب – السيسي في البيت الأبيض وخلال قمة الرياض صدمة كبرى لدى قادة التنظيم الدولي للإخوان وداعميه في المنطقة والإقليم الذين اعتقدوا أنهم نجحوا في نزع شرعية النظام الجديد عبر التحريض المستمر ضده من خلال فضائيات « الإخوان « التي تتدفق عليها ملايين الدولارات شهريا منذ صيف 2013 والى اليوم من خلال الدعاية السياسية المضللة التي تصف ثورة الشارع المصري وحماية الجيش لها بالانقلاب العسكري وتصف محمد مرسي بأنه أول رئيس مدني لمصر.
ومن العوامل الأخرى التي زادت من ارتباك التنظيمات الإرهابية التي تستهدف مصر ودفعتها للقيام بعملية « المنيا « الإرهابية كنوع من الرد الثأري ، كان اللقاء الحار بين الرئيس السيسي والرئيس ترمب في الرياض والذي تشير مصادر مطلعة على تفاصيله إلى أن الرئيس المصري فضح الدور الذي تقوم به بعض الدول في المنطقة من دعم مادي ومالي واعلامي للتنظيمات الإرهابية وبخاصة الإخوان المسلمين وداعش بالإضافة لتوفيرها ملاذا آمنا للعديد من قيادات هذين التنظيمين ، وتقول المصادر أن الرئيس الأميركي وعقب لقاء السيسي وجه وخلال اتصالات مع قيادات هذه الدول تحذيرات قاسية لها مشددا على « أن واشنطن لن تتساهل مع أي جهة تدعم الإرهاب مهما كانت مصالحها مع هذه الجهة « ، وهو الأمر الذي قلب الأجواء في الإقليم رأسا على عقب بعد ساعات من انتهاء قمة الرياض وجاءت عملية المنيا الإرهابية كنوع من أنواع رد الفعل السريع والغضب الأعمى على النجاح المصري في تلك القمة.
مصر بتكوينها التاريخي ديمغرافيا واجتماعيا وثقافيا وحضاريا بلد عصي على التقسيم ، فهويتها الوطنية تشكلت وبصلابة عبر سبع آلاف سنة مما يجعلها قادرة على دحر أية قوة تريد تفتيت او شرذمة هذه الهوية الراسخة ، ولأنها هكذا فان الإرهاب الذي يستهدفها ومهما بلغت شراسته وانحطاطه الفكري والإنساني مصيره الهزيمة والاندحار.
Rajatalab5@gmail.com
الرأي