لله درك يا مصر فمن يعرف مصر جيدا يعرف بأن الإرهاب الذي طال الارواح البريئة .. يستهدف وحدة الشعب المصري بكل اطيافه .. يستهدف الإسلام ويستهدف المسيحية معا.. إنه ضمن سلسلة عمليات إرهابية غايتها انفلات وارتطام مصر كيانا ونسيجا مجتمعيا.

من يعرف مصر جيدا يعرف ان ما حصل من فعل سقيم بغيته استهداف النسيج الاجتماعي المصري بهذه الصورة السافرة وهو مخطط واضح للتفكيك الاستشراسي في المنطقة .. وسيبقى الاقباط والمسلمين جناحي مصر ولو كره الكارهون..

من يعرف مصر جيدا يعرف ان مصر الان تحتاج قبل اي وقت مضى لمصالحة وطنية عاجلة ذات شروط ناضجة تقوي نسيجها الداخلي وتعزز أجندتها الخارجية وتعيد لها ريادتها التاريخية بوعي جديد .. مصالحة توازن بين مصالحها وأولوياتها.. المصالحة كحل عملي لإنجاز التغيير في العقل السياسي والاجتماعي المصري قبل أن تلتهم مصر التحولات الجديدة لتضمن المستقبل بدلا من استمرار أورام الكراهية والانتقامات.

من يعرف الشارع المصري جيدا يعرف أن أكبر المخاطر تتمثل في عدم الالتفاف النخبوي المصري الرسمي والمجتمعي لدراسة قضايا الشارع المصري والخروج بمشترك وطني للمعالجات وللحلول التي تجسدت في الشعار الشهير "عيش، حرية، كرامة إنسانيه.

فتوحدوا يا ابناء مصر الكنانة .. ففي الكوارث تكبُر لحظة الحب الحقيقيّ.. وتتقشّر جدران الضخامة الكيدية عن لمعان زيفها.. وينسلخ وجه الهديل عن نعيق الغربان.. فسبحان من جعل في الجرح حياة.. وفي العلقم دواء.. وفي الوجع تأمّل عقل وروح.. وفي الصمت حقيقة.. وفي النكبات عافية. 
حماك الله يا مصر .. وحمى ابناء مصر الغر الميامين