كل عام وانتم بخير، إنه رمضان الكريم،الشهر الذي سيبقى خالدا خلود القرآن الكريم والإسلام والهواء والشمس والقمر حتى يأمر الله بيوم الحساب، وتأتيه الخلائق عراة غرلى،وحينها من ذا الذي يريد الحساب ؟ أمة خصّها الله بالقرآن الكريم والنبوة المطلقة على البشر جميعا، فأرسل منهم ولهم وللعالم خير من طلعت عليه الشمس،النبي العربي الأمّي محمد بن عبدالله، وهو الرحمة المهداة لجميع الخلق، محمد الذي لو أراد جبالا من ذهب لكانت بين يديه،ولكنه ومن تبعه بعقل وإيمان، لا يفكرون لحظة ببراميل النفط أو براميل المتفجرات، بل إنهم يدعون الى إعمار الأرض بالإيمان والإخلاص لله، وعبادة الله لا عبادة المال.
في الحجاز حيث مكة المكرمة،بعث الله سيدنا محمد، كانت صحراء قاحلة و لهيبا لافحا، ولكن فيها سرا كبيرا إختاره الله للبشرية، إنه الرسول العظيم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، إنه النور الذي أضاء ظلمات العرب والعجم، وهو الدليل الى الطريق القويم نحو كرامة البشر وإنتشالهم من العبودية للعبيد الى السيادة والإرتقاء بمحبة رب العباد،إنه المخلّص الذي يسجل اليوم تعداد المسلمين في صحيفة أمته مليار وسبعمائة مليون مسلم، ورغم الحضارة الإسلامية قبل 1430 عاما ، عدنا الى العبودية بكل أشكالها، وعدنا مناذرة وغساسنة بين ساسان وبيزنطا، ندفع لهم جزية الحماية ونحن نرتعش فرحا وخوفا.
الإسلام دين الخلاص من كل الخرافات والأحقاد والروايات السخيفة التي لا تزال عقول أبرع المنتجين السينمائيين والمفكرين الماكرين يكتبونها وينتجونها ويروجونها عبر وسائل إعلام العالم، فالإسلام ملخصه أن علاقتك مع الله مباشرة و ليس بينكما حاجب أو وسيط روحاني ، ولهذا لا يجب أن يكون هناك أوصياء على الدين والعباد يأزونهم الى الأعمال المتخلفة،ليظهروا أنهم مؤمنين، وهذا ما أنتج جيلا متخلفا عقليا عن الرعاع الذين أسلموا قبل أربعة عشر قرنا، فكانوا يصنعون الحياة الكريمة للناس، وبينهم اليهود الذين لم يغدروا بعد حينها.
اليوم، علينا أن نفهم أن مستقبلنا أسود مؤلم ، لأن الواجب أن نكون نحن اليوم البناة لذلك المستقبل، ونحن تعني، حكامنا وحكوماتنا من خليجها الى محيطها، مثقفونا الذين يتنصلون من مسؤولية التقدم الى منصات التخلف والإستقطاب الديني والقطري والعائلي والسياسي، دون وعي لما سيكون تأثير تقاعسنا بعد عقد من الزمن على الأطفال اليافعين اليوم، وهل سيكونون متحضرين بالعلم والإيمان ومحبة الخير ، أم سيكونون جحافل ورثة تنظيمات إجرامية كالذي نشاهدها اليوم.
إن القادة يتحملون المسؤولية الكبرى أمام الله والشعوب،لأنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه تغيير المناهج الفكرية والسياسية والمالية لدى شعوبهم ، ومثلهم أصبحنا نحن الوسطاء الروحانيين بين آلهة إخترعناها في وجداننا وخيالنا ، وبين عامة الشعوب من الفقراء والمبدعين فكريا وعلميا وثقافيا وفنيا وهم المقموعون على أبواب السلاطين الصغار والكبار منهم ، ثم تجد أن يومان من أيام القائد الأمريكي دونالد ترمب،إختزلتا قرنا من الزمن بصفقات لن يكون أي ممن وقعوها على قيد الحياة في منتصف هذا القرن الأمريكي الرائع.
مستقبل العرب لن يكون حزينا فقط، بل سيكون كارثيا على جميع الصعد ، فحينما نرى أن الجميع يصمت على الجرائم الكبرى دون أن يبدي رأيا ولا مظاهرات إحتجاجية على ما يجري ، فتلك رواية أخرى من روايات الفتاة العاشقة بصمت المتلذذة بجرائم عشيقها، فليس من المقبول أن يقتل الناس بلا سبب، فقط لأنهم مختلفون سياسيا أو دينيا أو عرقيا عن القتلة، ولم يعد مقبولا أن يظهر الساسة والزعماء على العلن ليظهروا بذخهم الفاشل على شاشات التلفزة،ما يغذي إحباط الشباب وتعبئتهم بالروح العدائية، ليتحولوا الى أجساد متفجرة يوما ما وفي مكان ما.
رمضان شهر السعادة ،يجب أن يعلمنا الأخلاق من جديد،وبناء منظومة الأخلاق على أسس تختلف عما أسسته الحكومات بسياساتها الفاشلة طيلة ثلاثة عقود مضت، يجب أن تسن قوانين تحمي الأخلاق والنظام، وتمنع الكراهية غير المبررة ، ومظاهر البذخ والترف في ظل هذا الفقر المدقع الذي يعيشه غالبية الناس،ويجب أن يستيقظ النائمون في عسل المناصب والمكاسب ليقوموا بواجبهم في أمانة، فإن مستقبل أطفالنا هنا هو مسنقبل أطفالنا في الصومال واليمن وسوريا حيث القتل والجوع والكوليرا وحتما سيكون حزينا جدا كل ما يتعلق بذاكرتنا باستثناء روح الإسلام وهي السعادة.
Royal430@hotmail.com
الرأي