إن تم إلقاء القبض على البغدادي سنخسر كثيرا، فلا يوجد أسبوع إلا وهناك دعوة لحضور ندوة لمناقشة خطر الإرهاب، وعادة ما تختتم ببوفيه مفتوح، فالبغدادي لم يعد سببا فقط في رفع منسوب الكراهية، بل أصبح مسببا لرفع منسوب الكوليسترول!
في إحدى الندوات حضرت سيدة بكامل أناقتها لتحدثنا عن خطر الإرهاب واستراتيجية مكافحته، وأكاد أجزم لو ظهر (صرصور) في مطبخها ستصاب بالإغماء ولن تستطيع مكافحته وقد تفقد حياتها من شدّة الصدمة، وأعتقد أن هذه السيدة من شدة لطفها تصلح لإعداد استراتيجية لمواجهة الأخطار التي تهدد البلابل لا إعداد استراتيجية لمواجهة أخطار أبو القعقاع!
أصلا لو علم أبو القعقاع أن هذه السيدة الجميلة تعد استراتيجية لمواجهته، لانفصل عن داعش، وحلق اللحية، وأصبح مايسترو فرقة، وسيأتي وحده دون حاجة لاستراتيجيات طمعا في القرب منها!
بحسبة بسيطة نجد أن التعاقد مع ميسي أرخص بكثير من التعاقد مع أي داعشي، فالقضاء على أي شخص ينتمي لتنظيم داعش، يحتاج الى طائرة حربية حديثة تكلفتها عشرات الملايين، ومن ثم صواريخ مرتبطة بالقمر الصناعي تكلفة الصاروخ الواحد تزيد على مليون دينار، وحين تحلق الطائرة لساعات طويلة بحثا عن هدفها تحتاج للتزود بالوقود وهي تكلفة عالية جدا، إضافة الى تكلفة الطيارين والبوارج البحرية التي تنطلق منها الطائرات والرادارات وغرف العمليات التي تشرف على العملية، وحين تجد الهدف وهو عادة (بكم) يتم توجيه الصاروخ إليه مباشرة، فنكتشف لاحقا أن من كان يستخدم (البكم) ليس موجودا داخله بل يشرب زنجبيل تحت الشجرة المقابلة لمكان وقوف (البكم). تتكرر العملية ربما عشرات المرات حتى نستطيع إصابة داعشي بجروح، وعند البحث عن أسباب انضمامه لداعش يكون إما هربا من عدم قدرته على سداد قرض بثلاثة الاف دولار للزواج ، او عدم قدرته على إيجاد وظيفة بأربعمائة دولار، أو عدم توفير البيئة المناسبة لتعليمه ومتوسط القسط المدرسي الشهري 100 دولار، بينما عملية إأصابته بـ(فشخة) في الرأس كلفت العالم اليوم عشرات الملايين!
وحشية داعش التي تزداد يوما بعد يوم ليست انتصارا للدين بقدر انتصارها لنقضان الذات، فما أزال أذكر أن داعش غنمت صاروخا يكفي لتدمير إسرائيل التي تنتهك يوميا المقدسات، يا ترى ما مصير الصاروخ؟! أعتقد أنه موجود في الحفظ والصون لإطلاقه في مناسبة طهور أحد أبناء التنظيم!
حين تترك الصاروخ وتستعين بالحزام لتفجير المسارح والحافلات والمناطق الامنة ندرك العقلية القتالية لداعش، فهي انتقام من المجتمع وكل ما هو آمن وسعيد وليس لنصرة الدين!
ستبقى داعش بخير طالما واجهنا هذا الخطر المحدق بقاعات الفنادق والخرفان المحشية والسلطات دون أن نخصص تلك الاموال لتحصين جيل جديد ضد هذا الفكر المتطرف بتوفير الفرص المناسبة للجميع بالتعليم والعمل!
ستبقى داعش بخير، طالما كان السلاح ضدها فقط الطائرة، وليس الكلمة الصادقة، فداعش اليوم في كل مدن العالم، فماذا ستفعل الطائرة بهم!
الغد