نعيش بواقع مزيف وحقيقي بنفس الوقت، نظن أن الوقت ملكنا والآخرين لا تدور عجلة حياتهم الا بنا، نحب السيطرة على كل شيء، نحب امتلاك الموقف، نحب التحكم بتصرفات الاخرين، نحرق اعصابنا في كل حين، نعيش بتوتر ،نعيب زماننا والعيب فينا....وما لزماننا عيب سوانا.....ونهجو ذا الزمان بغير ذنب....ولو نطق الزمان لنا هجانا....لماذا تمادى فرعون وقارون والنمرود...لانهم فكروا أن الارض لن تبنى بدونهم وأن الناس لن تعيش بدونهم، نسوا ان يدعو الخلق للخالق، ضيعوا اعمارهم بكذبة مفادها ...أنا....أنا...ومن أنت سوى انسان خلق من طين وسوف ترجع له اخفض جناحك...واخفض نبرة صوتك...واترك الناس وشأنهم...وراقب نفسك قبل أن تراقب الاخرين...فكم عيب تعيشه ويستحي الاخرين اخبارك به...وكم من ذنب تقترفه ويستره الله لك....أنت لست ملاك ولا تملك عقارب الساعة...كم من ميت عاش ورائه العشرات والمئات وكان يظن أنه مخلد....الرب واحد والقدر مكتوب فأنت نقطة في كتاب الزمان ولست كلمة..اتعب على سيرة حياتك فإنها ستعيش أكثر منك...واترك بناء سيرة الاخرين لهم....فكم من ميت ترحم عليه لسمعته..وكم من ميت لم يذكر لكثرة زلته...لا تتوقع أن الكاس سوف ينكسر الا اذا بقيت حاملة ولا تتوقع أن الشمس تظل واقفه حتى يعطيها الديك أوامره لتشرق....آن الاوان لنصحو من حلم بات مزعج للآخرين...تذكر أنك مخلوق لا تملك زمام امرك بل امرك مكتوب من قبل خالقك فكيف سوف تكتب اقدار الاخرين وانت لا تملك قلم لكتابة قدرك...عش الحياة ببساطة ولا تعشها بتوتر....اترك الاخرين يتصرفون وكن انت كما قيل....خلقتم دعاة وليس قضاة....لا تنسى أنك نقطة في بحر ونقطة في كتاب الزمان فلمع هذه النقطة ولا تمسحها بتصرفاتك الهوجاء....واعلم ان هناك من هو افهم منك واعلم منك وتذكر قول الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم) وتذكر قول سيدنا الخضر لسيدنا موسى...علمي وعلمك مثل عصفور أتى الى هذا البحر واغترف منه، فكم تكون غرفة هذا العصفور.