اضافة لازمات حركة حماس القديمة المتجددة ،منذ سيطرتها على قطاع غزة والحصار المفروض عليها ،والحروب التي شنت عليها ،تبدو حماس اليوم ،
وعلى هامش التحولات الاستراتيجية العميقة التي يعيشها الاقليم ،امام خيارات صعبة جدا، ستزيد من حدة ازماتها.
فبالإضافة الى تراجع فرص الاسلام السياسي وعنوانه الابرز جماعة الاخوان المسلمين، وحماس جزء منه ،رغم اعلانها الانفصال عنه ،الا انها تبقى مكونا من مكونات هذا الاطار وعنوانه في فلسطين، وبالتالي فان خسائر هذا الاطار ،سيكون لحماس حصتها منه.
وفي خطوة يبدو انه كانت تكتيكية ،اعلنت حماس قبل اسابيع عن وثيقة جديدة ،قيل فيها الكثير ،غير ان الابرز كان ما تضمنته من قبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، دون الاعتراف بإسرائيل، وفي الوقت الذي مزقها نتنياهو، اعلنت الخارجية الأمريكية ان حماس مازالت على قائمة المنظمات الإرهابية.
لقد جاءت وثيقة حماس الجديدة في سياق صراع اقليمي قبيل زيارة ترامب للرياض ،بدعم معلن من تركيا وقطر ،بهدف ضرب شرعية سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المدعوم من محور الاعتدال العربي، ولإرسال رسالة بان حماس جاهزة للسلام ،وهي بديل معتدل لسلطة عباس.
وعلى ضوء نتائج قمة الرياض ، وطبول الحرب الاعلامية التي تتصاعد في الخليج، وحماس جزء من موضوعات هذه الحرب ،فقد تم تصنيفها مع داعميها الإقليميين في قائمة الخاسرين والمستهدفين. فهل ستقدم على التراجع عن وثيقتها، وتعيد تموضعها مع محور الممانعة، ولو ارادت هذا، فهل تستطيع اعادة ترميم علاقاتها مع سوريا وإيران وحزب الله، بعد موقفها المعروف المؤيد للثورة السورية؟ كيف ستكون علاقاتها مع تركيا والتوفيق بين علاقات مع إيران وتركيا في الوقت نفسه؟ وهل بإمكانها تحمل تبعات ذلك في استعداء محور الاعتدال العربي، وخاصة مصر والسعودية؟ هذه الأسئلة وغيرها ستجيب عنها حماس بالطبع، لكن اي حماس؟ حماس الداخل بقيادة اسماعيل هنية المنتشي بالفوز وانتقال القيادة اليه في غزة، ام حماس الخارج بقيادة خالد مشعل، المتنقل بين الدوحة واسطنبول، وربما طهران ودمشق لاحقا؟ هل ننتظر خطابا من مشعل كخطاب السيد حسن نصر الله قبل ايام؟ ام ان هذا الخطاب سياتي في اعقاب ضربة عسكرية إسرائيلية، على غزة، ربما تأتي ردا على صواريخ تطلق من القطاع على إسرائيل، من قبل جهات مجهولة، تقطع الطريق حماس لدراسة خياراتها؟