رائد التصوير الاردني عبد الرزاق بدران
عبدالرحيم العرجان
27-05-2017 02:46 PM
صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب بالكويت كتاب ( الكويت بعدسة بدران ) اعداد عيسى يحيى دشتي بدعم و رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2016 ويقع في160 صفحة من القطع المتوسط في خمسة عشر باب.
ولد بدران النابلسي الاصل في حيفا عام 1917 واستقر في غزة وبعدها بعامين انتقل للعمل في الكويت عام 1948 بعد الاحتلال الفلسطيني، وقد حصل على دبلوم بدرجة امتياز من مدرسة الصناعات الزخرفية ، وتضمنت مساق دراسة التصوير الفوتوغرافي.
اسس اول مرسم للتصوير والفنون واكبر منسج عام 1940 وكان المصنع الوحيد في المنطقة وفي عام1947 انعم عليه الملك عبدالله الاول بوسام النهضة من الدرجة الثالثة ليرافق بعدها الملك المؤسس لتصوير زيارته للقدس برفقة المندوب السامي ارثر ووك هوب لتتوالى بعدها المهام عليه، وفي عام 1948 اقفل مرسمه ليلتحق بالمجاهدين بمهمة مصور حربي ومراسل صحفي لصالح دار الهلال المصرية وليكتب ايضا في جريدة الدفاع وفلسطين وجريدة كل شيء البيروتية، فيما كان هدفاً للعصابات اليهودية كونه ينقل الحقيقة لا وبل اصيب بشظية مما تطلب علاجه في بيروت في معركة الشجرة.
وفي عام 1949 انتقل للعمل في دولة الكويت وافتتح فيها مرسم ومصور بدران وكان اول استوديو بالكويت ( في عمارة ثنيان الغانم) بالإضافة الى عمله كمعلم بالمدرسة المباركية ومفتش على مواد الفنون في المدارس الكويتية.
وخلال عمله في الكويت شفف اكثر بالتصوير ليوثق مختلف نواحي الحياة والمعالم التاريخية والطبيعية وايضا المهام الرسمية للدولة والتصوير من اعلى المباني وبواسطة طائرة الهليكوبتر الامر الذي جلب الانظار الى أعماله الضوئية الفريدة ذات العنصر الفني والمشوق، حيث ان سبع شركات عمرانية وبترولية تسابقت للتعاقد معه لإنجاز تصويرها الاحترافي ومنها شركة شل و كويت اويل وامونويل العالمية وغيرها.
وفي عام 1968 بعد ان ذاع صيته بقوة اعماله واتقانها اوكل اليه الشيخ عبدالله المبارك الصباح تأسيس قسم للتصوير في الجيش والامن العام فصور بعدها استعراضات الجيش وانتج عنه 12 فلما سينمائيا واستقبال الوفود ورحلات شيوخ وامراء الدولة في رحلاتهم للقنص لينال رتبة ملازم اول رئيس قسم التصوير اثناء عمله الرسمي.
وبنفس العام بناء على توكيل من مدير السياحة في الاردن طلب منه تصوير المعالم الاثرية في الاردن وفلسطين وتم انتدابه من الكويت للمهمة لمدة شهر.
وفي نهاية الستينيات طلب منه تلميذه الشيخ احمد الفهد وكيل وزارة التربية بتأسيس قسم للتصوير في جامعة الكويت وكان اول قسم من نوعه وتقنياته في العالم العربي واستمر فيه حتى عام 1976 بسبب ان الحكومة قررت تعين مواطن صغير السن وبدون الخبرة الكافية ليكون مسؤولا عن عمل بدران.
لم يتوقف بدران عن مساره العلم فسجل للدراسة في معهد نيويورك للتصوير وحصل على درجة الدبلوم منه وخلال دراسته اكتشف ان في المنهاج خلل علمي واخبر ادارة المعهد وتم تعديل المنهج بناء على اقتراحاته.
استعانت به عدد من المجلات الكويتية منها الرائد، الايمان ، البعثة والدولية كمجلة ترفل واستخدمت صورة على البطاقات البريدية والكتب التوثيقية والعملة والطوابع البريدية.
كانت اول كاميرا اقتناها من صناعة شركة جورج ايستمان روتشر انتاج عام 1888 ولايكا بالإضافة الى كاميرا عالية الجودة كان يستخدمها رواد الفضاء لتصوير الارض (هازل البلد العريقة ) ودرس ما يزيد عن 1500 طالب ومصور في الكويت والاردن..
في عام 1976 عاد بدران وعائلته للعيش في المملكة الاردنية لتوكل اليه مهمة تأسيس قسم للتصوير في الجمعية العلمية الملكية وعمل فيه لمدة عام وبعدها اسس قسما مماثلا في الجامعة الاردنية وعملة به لمدة ثلاثة عشر عام لينتقل للعمل في مدرسة المنهل بمهمة مشرف فني والتي أسستها زوجته رحمها الله.
كان بدران دائم البحث وواسع الثقافة مستغلا كامل أوقاته ما بين عملة وبيته ومكتبته ، وقد الف موسوعة اصول التوريق والتزهير الفارسي الاسلامي وتبنت نشرها نفس الجهة الداعمة لنشر هذا الكتاب وهي دراسة معمقة في الرمزية والهندسة والمنمنمات العربية والاسلامية وتقنيات الزخرفية واستغرقت زهاء عشر اعوام من البحث والتحليل.
وفي 13/12/2003 انتقل الى رحمة الله تعالي في عمان عن عمر يناهز 83 عام بعد ان زخر الارشيف الاردني والفلسطيني والكويتي وغيرها من الدول بأهم الصور واندرها معلما الكثير الكثير من الطلاب والمصورين على هذه المهنة التي كانت اسرارها حكرا.
وعرفاُ من أبنائه واسرته اطلقوا جائزة عبدالرزاق بدران للتصوير الضوئي عام 2010 لتكون حدث سنوي يهدف الى تنمية هذا الفن وتشجيع المواهب وتقدير للمحترفين وتخليدا لذكرى والدهم الرائد.