في مواسم العبادة والخير والسلام ومنها شهر رمضان المبارك اعتدنا ان نستمع ونرى تهديدا وإعلانا من تنظيمات التطرف بانها ستجعل من رمضان شهرا لتصعيد أعمالها الإرهابية والقيام بأعمال تفجير وقتل تصيب المسلمين اولا ولا ينجو منها جنس البشر من بقيه الأعراق والأديان .
وهذا العام مثل العديد من الأعوام التي تعمل هذه التنظيمات على ان تجعلها أشهرا للإرهاب ،وتخالف بهذا ما اراده الله تعالى من هذه المواسم الطيبة لتكون مواسم خير وتضامن وعباده ورحمه
وامس اصدر تنظيم داعش تعميما الى اتباعه لتصعيد الهجمات في شهر رمضان وهو استمرار لنهج يترافق مع مواسم رمضانية سابقه ،ومازلنا نذكر في الاردن العملية الإرهابية في الهجوم على مكتب مخابرات البقعة وايضا هجوم السيارة المفخخة القادمة من الركبان على النقطة الحدودية الأردنية واستشهاد عدد من جنودنا الكرام ،
وخلال اقل من شهر شهدت مصر مجموعة من الحوادث الإرهابية التي استهدفت كنائس الأقباط كما شهد اليوم الجمعة هجوما ضخما ومركزا على حافله تحمل عشرات المصريين الأقباط وذهب ضحيه الهجوم عشرات من القتلى ومثلهم تقريبا من الجرحى ،بعدما هاجمت مجموعه من المسلحين الحافلة وقامت بإطلاق النار من اسلحه رشاشه على ركاب الحافلة من الأقباط المسيحيين وهذا ما كان وراء ارتفاع إعداد ضحايا الهجوم من القتلى والجرحى .
في يوم الفصح كان الهجوم على الكنائس واليوم كان الهجوم على حافلات والهدف في كل هذه الهجومات هم المسيحيون ،طبعا هذا لا يعني ان عمليات الاستهداف الإرهابي لم تصل لدماء المسلمين فهناك استهداف كبير لأفراد الأمن والجيش المصري فضلا عن العمليات الاخرى .
ما سبق كان في مصر لكن ساحات عربيه اخرى فيها ضحايا من المسلمين وغيرهم ،لكن التركيز على المسيحيين في مصر يرسم مشهدا وكأن المسيحيين هم سبب مصائب الامه ،وان البلاء الذي نعيشه وتعيشه مصر كجزء من الامه يعود لوجود المسيحيين ،تماما مثلما كان استهداف المسيحيين في سوريا والعراق من فبل داعش واخواتها .
وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراء الهجوم على الحافلتين في مصر فان داعش تبنت الهجوم على الكنائس قبل حوالي شهر ،لكن المشكلة في الفكر سواء كان في داعش او تنظيم حسم الذي يتبع لبقايا اخوان مصر أو اي تنظيم من ذات المدرسة الفكرية ،هذا الفكر الذي يعطي نفسه الحق في قتل كل من لا يرى رأيهم ،لكن التركيز على المسيحيين في بعض المراحل له غايات شيطانيه تهدف الى جعل المسيحي المصري لا يجد الأمان في بلده ،وان يرى في كل شخص اخر مشروعا لانتحاري يريد قتله وتدمير كنيسته وحرمانه من حق الحياه .
.
هو الفكر أصل البلاء ،وهو الهدف الأكبر في اي حرب على التطرف والارهاب ،فذلك الشخص الذي يرى نفسه مجاهدا وهو يقتل مواطنا من بلده من اتباع المسيحية او حتى يقتل مسلما لأنه من وجهه نظره كافرا ،هذا الشخص ليست المشكلة في يده التي تطلق الرصاص او تفجر القنبلة بل في العقل الذي يوجهه والقناعات التي يحملها ،والاعتقاد الذي يجعله يعتبر نفسه مجاهدا يستحق الجنة بعد ان يقتل مسيحيا او مسلما او يفجر نفسه في مسجد او كنيسه .
وبعيدا عن عقليه المؤامرة فان من يمول ويصنع هذه التنظيمات حقق اول نجاح عند صنع في داخلها أولويات وقائمة أعداء هم أبناء دينهم وأوطانهم ،وجعلت طريق الجنة يمر عبر دماء الأبرياء وان يغمض عيونهم حتى عمن يحتل المقدسات .
مصيبه امتنا في كل مراحل الضعف هو الفكر والقناعات التي يحملها المتطرفون مثلما هي قناعات كل صانعي الضعف والتخلف .
وهو الفكر الذي يرسم لشهر العبادة والرحمة صوره وكأنه شهر للإرهاب والقتل مغالطين ومخالفين كل امر الله تعالى به .