ُتجمع الديانات السماوية والوضعية وقيم المجتمعات المختلفة على احترام كبار السن من الجنسين . وتشرع بعض الدول القوانين التي تضمن حقوق المواطن كبير السن ، بل وتوفر له مزايا خاصة به ، فهو إنسان أدى واجبه أمام المجتمع – بغض النظر عما أدّاه – وبات المجتمع مدينا لهذا المسن ، وعليه أن يسدد له دينه عند حاجته إليه .
يتخذ تقدير وحماية المسِن صورا شتى منها تخصيص بعض المقاعد الأمامية في الحافلات لجلوس كبار السن ، ولا داع عندما من أن يهب شاب مهذب ليدعو المسن للجلوس في مكانه أو أن يقوم " الكنترول " بإثارة حمية الجلوس ليجلس " الحاج " أو " الحاجة " مكان أحدهم . وغير ذلك من لفتات إنسانية تنتهي بالتخفيف عن كبار السن .
أدعو كل صاحب قرار أن يصدر قراره بأن لا يُترك مسِناً أو مسنة يقف في حافلة ما ، وأن لا ينتظر في طابور الانتظار عند مراجعتة لأي دائرة حكومية أو خاصة ، وكذلك المستشفيات ، ومكاتب الأحوال المدنية ، ومواقف السيرفيس ، وغيرها حرصا على سلامته وإجلالا لسنه ، واحتراما لشيبته . وأقترح اعتماد الفئة العمرية 60 سنة فأكثر تحديدا لهذا الأمر . ليشعر بعدها كبير السن أنه يعيش وسط مجتمع يحفظ ماء وجهه ، ويكرمه ، ويوفر عليه مشقة الانتظار والوقوف بالأبواب والأعتاب ، ويمكن لمكاتب خدمة الجمهور والعلاقات العامة في الدوائر المختلفة أن تقضي للمواطن المسن الحاجة التي جاء من أجلها بعد أن يجلس مرتاحا ومعززا ومكرما بحكم القانون وليس بحكم الشفقة أو الواسطة .
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
haniazizi@yahoo.com