في معاني الاستقلال اليوم!
المهندس موسى عوني الساكت
26-05-2017 09:29 AM
لم تكن معاني الاحتفال بيوم الاستقلال واضحة للاردنيين كما هي اليوم، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
معانٍ يحق لنا كأردنيين الفخر بها؛ محليا، وقد نجحت سياسة مليكنا ونجحنا معه في نسج حالة استثنائية من الأمن والأمان والاستقرار، وتخطينا معا متاهات السنين السبع لمنطقة لا تكف عن الغليان.
اما إقليميا فقد اثبتنا للقريب والبعيد والصديق والعدو أننا واحة المستجير من فوضى منطقةٍ تحولت الى تنور يغلي، دماً وفوضى.
ليس هذا وحسب بل نجحنا في تحقيق شعار "الأردن أولا" ليس داخليا، بل أكثر من ذلك، في كل المحافل الدولية ووسط كل الصراعات السياسية الاقليمية، رافضين الدخول في تجاذبات المنطقة، سوى بالقدر الذي يحمي بلدنا وأرضنا وحدودنا وشعبنا.
ومحليا أيضا، فنحن نرى ويرى العالم معنا، هذا الالتفاف الشعبي حول القيادة الهاشمية. التفاف صنعه الهاشميون برمش العين على مر العصور، بتواضعهم وحبهم للأردن وشعبه، فيجب ان يكونوا قدوة في ذلك.
هذا ما علينا الاشارة اليه ونحن نحتفل باستقلال يمر في ظرف استثنائي، لنعظم به الإنجازات والمكتسبات التي حققها الأردن في كل المجالات، بل والابتعاد عن جلد الذات والانتقاد غير البناء.
ندعو الله العلي القدير أن يحفظ أُردننا الغالي ويبعد عنه شر كل متربص، ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار ويحفظ هذا الشعب المعطاء ويزيد في لحمته ويحفظ مليكنا. فوسط فوضى المنطقة ندرك ان استقرارنا والأمن الذي ننعم به، قد تحول هو نفسه إلى رافد اقتصاد بل ومورد من اهم مواردنا السياسية، إن جاز لي التعبير، الذي ننجح عبره بجذب الاستثمارات والارتقاء بمنظومة الاقتصاد الوطني والبناء على ما أنجز.
نعم يحق لنا الفخر بالاردن بيتاً للأخاء، بإستضافة ملايين اللاجئين، ومنارة للإسلام المعتدل.
هو قدر الاردن يفرض علينا، اكثر من اي وقت مضى، ان نصون هذا الوطن ببذل الجهد والعطاء ونبذ التفرقة بكل اشكالها وألوانها وان نتسلح بالعلم والابتكار والمعرفة لننعم بمزيد من الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
ولنتذكر ان من يحب الوطن لا يجوز ان يُخوّن الاخر وما اكثر هذه الممارسات اليوم التي يجب ان نقف أمامها سداً منيعاً.