الحدث الكبير ومنزلة الاطوار الكبرى
فيصل تايه
24-05-2017 11:53 PM
في ذكرى الاستقلال ، على اعتباره أنه الحديث الأكثر أهمية هذا اليوم ، والذي فتح صفحة من غد مشرق لأجيالنا ، لان الخامس والعشرين من أيار ليس حدثا عاديا ، بل هو تتويج فعلي لإنجازات هذا الشعب بهمة رجاله وتضحياتهم فمن حقنا أن نعلي الرايات لتبقى شامخة في ذكرى الحدث الكبير لترقى إلى منزلة الأطوار الكبرى في تاريخنا بل إلى أعلاها ، والتي هي ذات أثر كبير في نفوس الاردنيين وعقولهم وإحساسهم ورؤيتهم لمستقبلهم ، فعلى هذا الأساس يجب إعادة تمثل ذكرى عيد الاستقلال باعتبارها من قبيل استرجاع الماضي واستدعاء المستقبل في سياق واحد جامع محفز مشجع للأردنيين جميعا على مزيد من العطاء والبذل.
ان أبناء الأردن في داخله وخارجه ، كلهم بلا استثناء يقفون اليوم وقفة واحدة للتشبث بالأبعاد الفعلية والأبعاد الرمزية لعيد الاستقلال ، الذي يسهم كل عام في دفعهم من جديد نحو واجهة المستقبل المشرق للأجيال ، بل ويسهل عليهم الإسهام الإيجابي في نظرتهم للحياة ، ويمكنهم من الاطلاع بمسؤوليتهم الوطنية في هذا النطاق ، لان الاستقلال قائم على الإيمان بهذا الوطن ، وطن الجميع ، وطن المهاجرين والأنصار ، من أي منبت أو مشرب أو أصل متعاهدين على التضامن الذي يدعم الصلة بين كل الأردنيين بكل ألوانهم وأطيافهم ، ليتمثل الوفاق والإخاء والتسامح بأروع صوره ، تجسيداً للقيم الخير والعطاء التي تربى عليها كل الأردنيين في بيت بني هاشم بفضل السياسة الرائدة للمغفور له جلاله الملك الحسين طيب الله ثراه التي أهلتهم لخوض غمار الحاضر والمستقبل ، وورث ذلك الفكر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ليكمل المسيرة في إدارة الدولة الحديثة ، فحرص على أن يجعل أفكار التضامن والتسامح والوفاق من القضايا ذات القيمة المطلقة ، لتصبح منسجمة مع الأفكار الرائدة لتبرز القيم التي شملت فهمنا للواقع وإحساسنا به ، وأثرت في مفهوم الاستقلال ذاته ، فلم يعد يوحي بأنه مجرد نهاية مرحلة سابقة ، إنما أصبح عهد العطاء والازدهار التي يدخلها الأردنيون متعطشين إلى تطبيق رؤيتهم لمستقبل زاهر ، بتحقيق إرادتهم ، لهذا نشأ في أذهان الأجيال أن الاستقلال رمز النهوض ، والإقبال على صياغة الكيان المستقل ليكون الدليل على التشبث بالحياة ، وانطلاقا من هذا الفهم يكتسب حدث الاستقلال معنى التجدد والدوام ، فهو حدث دائم الحضور في الذاكرة ، ذو أثر في الفكر وقدرة على تكوين الشخصية الوطنية الأردنية الأبية ، لأن هذا التاريخ موصول بحديث الروح الضاربة في منظومة القيم التي تربط الأمم بماضيها وتصلها بتصورها عن ذاتها وتمنحها معنى حيوية الأمة وتأجج روح العطاء بين أبنائها.
من حقنا أن نتغنى بالاستقلال ، وان ترتفع راية العز والفخار لندرك أبعاد هذا الحدث الوطني الكبير الذي يزرع فينا المزيد من حب الوطن ، والمزيد من الولاء لترابه الطهور ، والمزيد من التعاضد والتماسك والإخاء ، ليظل الأردن رمزا لكل التحديات وعنواناً للعطاء ونبراس خير وبركة ، والتي يدفع الواحد منا نحو استحضار الاستقلال ، وفهم معناه الحقيقي لنبني الإنسان بعزيمة الرجال وليبقى الأردن حرا عزيزا غاليا .
وكل عام وانتم والاردن بألف خير