كنت في جلسة فيها مجموعة من الشعراء، الأول ألقى قصيدة عن العيون والسهام والقتل، وبعد البيت العاشر شعرت أنه بحاجة الى التبرع بالدم، أما الثاني فقد كانت قصيدته عن البعد والفراق واحتاج الى ثلاثة باكيتات فاين ومنشفة حتى يمسح دموعه ومن ثم يكمل. أما الثالث فكانت كلها أهاااات لأنها عن الخيانة والغدر، وهذا بالذات من شدة تأثري بقصيدته شعرت أنه يفكر بالانتحار فأبعدت سكينة الفواكه من أمامه، ومن ثم استفسرت منه شخصيا عن تفاصيل مأساته، ليتبين لي أنه أحب واحدة، كل الناس علمت بحبه لها إلا هي. فقلت له: أين الخيانة في الموضوع؟ فقال: تركتني وتزوجت غيري. فقلت له: إذا لم تصارحها بحبك أصلا، كيف ستعلم عن مشاعرك وأنها تسكن في صماصيم قلبك! من قناة ناشيونال جيوغرافيك مثلا!
أمضيت الليلة متأسفا على وجع الشعراء من العيون والسهام والغدر فكتبوا فيها قصائد، بينما الوطن ودعم الصمود وشلال الدم الذي يسيل لم يلهمهم ولو بيتا من الشعر!
حين قررت إحدى الفنانات المعروفات إجراء عملية تقصير (2 ملم) لأنفها المصون كونه أطول من مضيق البسفور، أذكر أن العملية حظيت باهتمام إعلامي وشعبي واسع ومتابعة لأدق التفاصيل. شاهد الأنف قبل العملية، شاهد الأنف بعد العملية، فيديو مباشر. شاهد الأنف وهو يستنشق. شاهد مدى انسجام الأنف مع الأذنين. شاهد مدى تقارب الأنف مع الشفتين.. وخبر عاجل لنفي الإشاعات التي تتحدث أن الأنف قد يتعرض لاعوجاج بسيط نتيجة تأثره بالظروف الجوية المحيطة، ومصادر تؤكد أن تقصير الأنف لن يكون له أي تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات العربية مع الولايات المتحدة، وكان هاشتاق (الأنف) الأكثر تداولا على تويتر!
بينما إضراب الأسرى في سجون الاحتلال وصمودهم البطولي لم يخصص له ولو مقابلة مع اختصاصي بنكرياس لطمأنة الشعوب العربية عن الوضع الصحي للأسرى!
تأتي زيارة ترامب للمنطقة لنكتشف أن الملف الساخن ليس التهديدات الإيرانية، ولا ملف الإرهاب، ولا مستقبل النزاع في اليمن والعراق، بل بنت ترامب!
أشفق على الكيان الغاصب فأغلب موارده تذهب للتسليح العسكري استعدادا لمواجهتنا. لديهم الصاروخ الأميركي (سايدويندر أمAIM-9M)، و(أمرام AIM-120C7)، و(بايثون-4 وبايثون-5: سليلة صواريخ الشافرير الإسرائيلية)، و(القنبلة الموجهة بالقمر الصناعي جاي دام) وغيرها الكثير من الصواريخ والقنابل الفتاكة ذات الرؤوس النووية التي يصل مداها الى مئات الكيلومترات.
لويّش هالغلبة؟! ونحن لا نحتاج سوى لصاروخ (إيفانكا أرض _ جو)، فهو قادر على إصابة الأهداف المتحركة والثابتة والشباب والعواجيز وحتى أطفال الكي جي 1، ويمتاز بقدرته على خرق التحصينات والقلوب وحتى الأثني عشر، ولا داعي لأن يحمل أي رؤوس نووية، رأس أشقر مع مثبت تسريحة قادر على زلزلة الأرض. ولا داعي لأن يمتلك باحثا حراريا، نحن من سنبحث عنه، وحتى لو لم يجدنا على استعداد لأن نصفر للصاروخ حتى ينتبه إلينا. ولا داعي لإطلاقه من منصة صواريخ ومتابعة من الأقمار الصناعية، إذا أطلقناه في حفل خيري قد يدمر الشعب العربي من البحر الى البحر.
أمة بهذا التاريخ العريق والمجد والملاحم البطولية دمرها صاروخ من مواليد العام 1981!
الغد