يغريني في اللامدرك حلم كيدمون راعي البقر، أغنية النشوء والتكوين، أول الجنون، نفي صفة المستحيل في مشروع فردي، قراءة المشهد الأضيق من بابه الأوسع الكينونة الكبرى . حلمت البارحة بأني أضرب شاعر القبيلة المعروف على قفاه وحلمت بأني أدوس قدم أبي في الطريق طريقي إلى الله ويغريني في الأبدية المثلى انسلاخ النص في تجليه عن ما هو دون خاصرتي، منفاي عزوف الناي عن الرقص في عرس وطني وأضحك ملء الكون على شاعر لم يزل يرى الله من جيب قميصه النيلي ويغريني في اللامعقول حلم كيدمون راعي البقر، ترنيمة السفر، أغنية البداية، رحلة الجنون، نفي صفة الغيب في مشروع فردي، قراءة المشهد الكوني من بابه الأكبر لغتي أو هي أغنيتي . حلمت البارحة بأني أضرب أستاذ جامعي على قفاه، أستاذ لا زال يقرأ النص الأفقي من جيب معطفه الداخلي ويخونه جدا الانتباه ويغريني في الأبدية الكبرى منفاي، عزوف الجيتار عن تقمص صفة الكلام في حفل تنكري، فقد يفقد أحدنا الآخر صفته الشخصية في شارع لم يعد لنا .

أبي! جدتي قضت البارحة قبل أن تراك وأنت في وحدتك لا زلت تربي نجوم الظلال في سماءك . أبي! ما أشقاك! كم وددت أن ألقاك بيد أن خبرا عاجلا قد استثناك ( إلغاء إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى القدماء ) . أبي! أليس على الأب أن يعود دائما كلما تأخر الوقت ونأت به الإشارات بيد أني بت أمقت كيس الخبز المعلق في قفاك . أبي! ما أعياك فعلا مؤجلا! ففي الوقت الذي كان به الجنود يعضون ظلال جدي فوق الصبارة القديمة كنت قد اخترت بأن تنتظر متأثرا بخطاب الأمير الجديد صاحب الخطاب المتعدد الفريد . ها هنا قتل الإنجليز جدي على مهل فوق الشرفة المفتوحة على الإشارة والعبارة . ها هنا سكن الغرباء واستعاضوا عن النص المقتبس بالغناء . ها هنا أقام الغرباء لأنفسهم حائطا يريد أن ينقض في محاولة لاحتكار السماء. ها هنا بنى الجنود لأنفسهم بيتا واحتكروا صفة البحر في منأى عن خيمة العربي المستاء .
ها هنا أعد الجنود لي سجنا قليل النوافذ كثير الحديد مستغلين حاجة الوقت من النشيد. سبعون عاما، يا الله، أما بكم من حياء!
سبعون عاما كان بها الأمير الجديد يتكلم حربا ويخوض سلاما، سبعون عاما كان بها العدو يتكلم سلاما ويخوض حربا. أبي! أما بك من نشيد!
خائن كل من يجد الخبز في خاصرة طاحونه، خائن كل من يجد الموت في ذراع مشنقة .

يغريني في اللامدرك حلم كيدمون راعي البقر، الفاصل الغنائي ما بين اللامدرك والاستثنائي، شغف الحياة، شغب الاستثناءات، نكران الذات استدراج المعطيات، إصحاح الخيال المعنى، نشيد المستثنى، ليس للفلسطيني سواه في منأى عن من تخلى واستثناه.
حلمت البارحة بأني أقف بالراية الثكلى حافيا وبأنني أفتتح تراجيديا الكلام كلامي عاريا، " الحياة، كل الحياة للإنسان العبقري والموت، كل الموت لشاعر الفضيلة الوطني ..."