لماذا نلقي بأنفسنا في الماء قبل أن تغرق السفينة؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
23-05-2017 11:17 PM
عجيب شعب فعلا عجيب، مواطن عجيب، دائما نتوقع الاسواء، لماذا؟
دائما نصيح، دائما نتذمر، دائما نشعر أننا لسنا بخير، الخير في أيدينا ونتطلع لما هو أكبر، نتمتع بالصحة ولا نشكر، نصل الى الهدف وننسى مرحلة الاستمتاع به لخوفنا لفوات الوقت وتقفزنا لهدف آخر، نبني الاجيال على نفس المبدأ شعوب تتراكض دون استمتاع تنجز ليقال عنها أنجزت وليس لتعيش انجازاتها، يكبر الانسان عاما فيتشاءم، ويربط حياته بسنه لا بصحته وهمته وطموحة، تذكري أن خديجة تزوجت على الاربعين وأنجبت، وانا سيدنا ابراهيم اتاه المولود وعمره 120سنة تذكر ان الحياة بالإنجازات والطموحات وليس بالسنوات وعددها.
سأخبرك بأمر، لماذا نعتقد أننا اذا فشلنا بأمر خسرنا الدنيا واسودت بوجهنا، لماذا نعتقد أننا عندما نخسر شخص أننا تحطمنا، لماذا نشعر عندما نطلق أننا فقدنا بناء أسرة اخرى (طبعا اقصد كلا الجنسين)، لماذا نعتقد أننا اذا خسرنا وظيفة لن نجد غيرها، لماذا ولماذا ولماذا ؟
سأجيبك: لأننا تربينا على الخوف وعدم الثقة بأنفسنا تعودنا أن نتخذ قرارات دون استشارة اذا تعثرنا لكبرياء أنفسنا، لأننا نقف عند أول صدمة، لأننا نسينا قول الشاعر.....ومن لا يحب صعود الجبال.....يعيش أبد الدهر بين الحفر......والاهم الاهم أننا نقارن حياتنا بحياة الاخرين ونربط مستقبلنا بمستقبلهم...ولأننا نشعر انهم اذا غابوا هزمنا ونسينا المثل الذي يقول....قد يتحطم الانسان ولكن لا يهزم....قارنا دولتنا بالدول الاخرى، وقارنا مستقبلنا بمستقبل الاخرين، وتركنا تجربتنا التي عشنا بها عشرات السنين بين حروب ودمار، لكن بإرادتنا حافظنا على الاستقرار....فلتكن تلك الارادة مدروسة ولتكن لنا عبرة...ولنجعل منها حافز لبناء انفسنا بشكل مستقل..بعيد عن الاحباطات النفسية والفكرية...لا تجعل مقالا او كتابا او عبارة تتلاعب بطموحاتك ...غربلها قبل دخولها لخلايا عقلك ....وكن انت التاريخ وليس فيه.