لا تتصوري سيدتي مدى تأثري عندما قرأت مقالتك في العزيزة " الغد" يوم الثلاثاء الماضي 17/5 عن " سموم العقل وسموم البدن". فلست انت من يكتب تحت تأثير غضب عارم، ولا انت من المعممين، ولا ممن يكتبون من غير ان يتأكدوا. والاهم من ذلك أنك بكل تأكيد لست ممن ينشرون السواد على كل مساحة بيضاء في هذا الوطن فيكون باعثاً للإحباط التام ومبدداً كل امل فيه وانت الداعية ابداً بان لا نفقد الامل.

أكثر ما آلمني أنك أتيت بكلمة تصفي فيها حكومات متتالية تمنيت لو لم تأت على مثلها، فمثلها ليس لمثل قلمك وانت على كل علمك وفكرك وحضورك التنويري. واضفت اليها كلمات قاسيه ظالمه على اساس من معلومات غير صحيحة ابداً، وفيها من التعميم ما يجافي المنطق، ويغذي الإشاعة التي تنهش بكل ما في بلدنا من خير باق غير قليل بمثل من هم على ناصع فكرك وجرأة رأيك وقلمك.

سيدتي من واقع التجربة وعلى اساس من امانة المسؤولية اود ان ابلغك وأنا مطمئن البال مرتاح الضمير بأن غذاء الاردنيين هو الانظف في جميع دول الشرق الاوسط. هناك القواعد الفنية (المواصفات الإجبارية) التي تضعها مؤسسة المواصفات والمقاييس. وهناك التعليمات الفنية التي تصدرها وزارة الزراعة. وهناك التعليمات التي تصدرها المؤسسة العامة للغذاء والدواء. وكل جهة تشرف على ما لديها من مواصفات اجباريه وتعليمات فنيه بأعلى دقة ممكنه. كما ان التعاون بين هذه المؤسسات قائم على الدوام. حيث هناك رقابة صارمه على المستورد وكذلك على المنتج محلياً. ومختبراتنا ليست فاسده، ولا ضمائر القائمين عليها والعاملين فيها فاسده، وأنفسهم ليست مريضه.
 هل ترغبين بزيارة المختبرات في اي من مؤسساتنا وسوف اكون رفيقك اليها جميعاً ففيها من شاباتنا وشبابنا ممن يحبون هذا الوطن ويحبون اهله ويخلصون في العمل. هناك مختبرات متقدمة وموظفون اكفاء شرفاء في مختبرات المركز الوطني للبحوث الزراعية، ووزارة المياه، ووزارة الزراعة، ومؤسسة الغذاء والدواء، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، والجمعية العلمية الملكية.

سيدتي وزارة الزراعة سوف ترحب بك لحضور جلسات اللجنة المختصة التي تتولى الموافقة على ادخال المبيدات (تسجيلها) على اسس علميه عالميه. وفي اللجنة اعضاء من المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء ووزارة الصحة والجامعات الأردنية والجمعية العلمية الملكية، والمركز الوطني للبحوث الزراعية والقطاع الخاص حتى لتشعري أنك في حضرة اجتماعات علميه تفخرين بها. وسأكون مستعداً كي احضر معك واحداً من اجتماعات هذه اللجنة. الغذاء النباتي لا هرمونات فيه كوني مطمئنه، هناك ما يسمي منظمات نمو تماثل في تأثيرها الأسمدة وهي لا ضرر فيها على صحة الانسان ولك ان تسألي المختصين في الجامعات. اما الهرمونات الحيوانية فلا يستورد منها الا ما هو ضروري جداً لحالات الاجهاض وما بعد الولادة بما يقدره المختصون في هذا المجال.

لا اريد هنا القول بان كل ما تقوم به الأجهزة الرسمية في الرقابة على الغذاء هو سليم 100%، وانه لا مجال لحدوث الاخطاء، ولكن هذه الاخطاء يجب ان لا تتجاوز النسبة المقبولة ويفضل ان لا تكون ابداً كلما أمكن. وان ما حدث مؤخراً مع خضارنا المصدرة للأمارات الشقيقة يقع ضمن النسب المحدودة جداً جداً. نحن نصدر للأمارات سنوياً على الاقل 10000 شحنه(براد) وان 1% من الخطأ يعني 100 شحنه (براد) بينما رفض لم يتجاوز 5-10 برادات اي واحد بالألف. ونحن نصدر للخليج العربي سنوياً 70000 شحنه (براد) ما يرفض منها لا يصل الى 50 شحنه اي ما نسبته اقل من واحد بالألف.

ليتك يا سيدتي زرت وزير الزراعة، او مدير المواصفات والمقاييس، او مدير الغذاء والدواء، او مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية وسألت وعرفت ورأيت بأم عينك قبل الادلاء برأيك. وقد يكون لنا لقاء ان اردت، وقد يكون لنا زيارات لأي من مؤسساتنا او مختبراتنا او لجاننا الوطنية إذا رغبت. سأسعد ان اكون الى جانبك، وسأكون الاسعد ان غيرت رأيك بعدها.