يعود الرئيس ترمب من الرياض وهو اكثر اقتناعا بنظرية دفع ثمن خدماته التي يمكن أن يطلبها حلفاؤه. فثلاثمائة مليار دولار على مدى ثماني سنوات ليس مالاً قليلاً. وهذا لا يقلل اطلاقاً من منجزات عاصفة الحزم، ومواجهة جنون العظمة الايراني، والسيطرة على أربع عواصم عربية بدفع المال لها، بعد أن جرّبت الحرب وتجرّعت سم قبول قرارات المجتمع الدولي.
يجب أن تتغيّر السلوكيات السياسية العربية فالاعتماد على النفس صفة عظيمة ولها ثمنها والثروة النفطية هي في خدمة الاهداف القومية، وخدمة التحولات التي تفرضها المرحلة. ومثلما انه لا حليف دائم، فانه عدو دائم.. وكل شيء يتغيّر وكل حيلة حلال توصل الى الحلال.
ونقول:لا يمكن ان تبقى الحدود مفتوحة من طهران الى بيروت. فهذا سطو ليس على الكيان القومي للعرب، وانما هو شراء لذمم وكيانات عربية، بمال تمّ الوصول اليه عبر خديعة القوة الذرية والصاروخية، والعالم يعرف انها اسلحة غير قابلة للاستعمال او انها استعملت مرة واحدة في تاريخ البشرية.
لقد تنبهت دول المنطقة العربية، فصارت مقاتلاتها المتطورة تقوم بهجمات مدروسة وجريئة تغلق فيها الممرات الحدودية العراقية – السورية لتحد من حركة جيش القدس، وعشرات التنظيمات الارهابية التي يدفع «الولي الفقيه» رواتبها، وكلفة مستشفياتها، ومدارسها، والنشاطات المتصلة بريع المخدرات التي تهربها بين قارات الارض. وبالمال العربي السحت، الذي يسيل مدراراً في كل اتجاه.
نقدّر جرأة العاهل السعودي في التغيير، وفي جرأة اتخاذ القرار. ونظن أن الأمة معه في مسعاه الشجاع لوقف الجنون الايراني مهما كانت النتائج فالثروة النفطية هي في خدمة اهداف الامة في اية صورة من صور الخدمة الشجاعة المخلصة.
يعود الرئيس ترمب من الرياض وهو اكثر قناعة بسياسته التي اثبتت جدواها على الارض السورية بشكل خاص، وفي المنطقة كلها بمضمونها السياسي التسويقي المعروف بعالم البزنس.
الرأي