جامعات بلا أسوار ..د.عدنان الطوباسي
22-05-2017 10:26 PM
من وحي الذاكرة اعود لكي اقارن ولو للمقارنة فقط ما يجري في بعض جامعاتنا والجامعات الامريكية ..حيث اذا ما زرت الولايات المتحدة الامريكية يوما وتجولت في رحاب جامعاتها ترى المرونة في الدخول إلى الجامعات دون قيد أو شرط .. دون أن ترى الأمن الجامعي .. أو الشرطة الجامعية .. أو حراس الجامعات كما هو الأمر عندنا .. حيث يتوقف الزائر للسؤال والجواب .. وأحياناً يحتفظ بهويته حتى يعود من عند زائره .. وأحياناً أخرى إذا لم يكن عضو هيئة التدريس أو الموظف في مكتبة فإنه لا يسمح له بالدخول ويعود من حيث أتى ولو كان قادما من مكان بعيد .. لقد زرت الجامعة الأمريكية هنا في واشنطن .. كنت قادماً من ولاية ميريلاند عبر الباص .. وعندما وصلت أمام الجامعة توقف الباص ونزلت ودخلت إلى رحاب الجامعة مباشرة .. فلم أرَ أسواراً ولا حراساً ..ولا أحد يسألك من أين أنت قادم .. ولا إلى أين ذاهب .. زرت عمادة شؤون الطلبة .. وقسم علم النفس .. وإدارة الجامعة .. ومركز الدراسات الشرق أوسطية .. والمجتمع المدني والديمقراطية .. والمكتبة الجميلة .. ودخلت المطعم الجامعي وأكلت وشربت .. والتقيت عدداً من الطلبة العرب والأساتذة وعدت .. وفي يوم آخر وفي القلب من مدينة واشنطن ذهبت لزيارة جامعة جورج واشنطن .. كانت الطرقات إليها سالكة من أكثر من شارع ومكان .. وتدخل إليها من أي مكان شئت .. تحاور الطلبة وتجلس حيثما شئت وأردت ثم تتنقل بين الكليات والمواقع الجامعية المختلفة دون حسيب أو رقيب .. وزرت جامعة ميريلاند المترامية الأطراف أكثر من مرة .. وعبرت إلى كلياتها وأقسامها المختلفة.. وشاهدت مباريات رياضية فيها .. ودخلت إلى مطعمها الجميل وهناك التقيت بطلبة عرب أكثرهم من الخليج .. وتركت الجامعة كما دخلتها دون أن يسألك أحد عن هويتك أو إلى أين أنت ذاهب ..وفي الغرب الامريكي زرت جامعات عديدة في كاليفورنيا ...وتوقفت في جامعة ستانفورد الاكثر شهرة في العالم وانجازا علميا ..وفيها توقفت لمشاهدة والمشاركة في فرح اسيوي لطالب وطالبة من خريجي الجامعة اقاما حفل زواجهما في قلب الجامعة وسط مشاركة زملائهم في زفة لا احلى ولا اروع وفرح ظلل اركان الجامعة وفضاءها العليل ..
أقول ذلك وأنا أتطلع إلى يوم تصبح فيها جامعاتنا بلا أسوار أو حراس أو أمن جامعي .. وقد يطول هذا اليوم لكنه بالتأكيد سيأتي .. ولعل جامعاتنا اليوم معذورة وهي محاطة بالأسوار والأمن والحراس .. لأن هناك البعض الذي يحاول أن يعبث بأمنها وراحتها ويزعج طلبتها وجوها الجامعي الآمن . جامعاتنا الجميلة التي تحاط اليوم بأسوار وأمن جامعي وحراس بحاجة إلى أن نحافظ عليها جميعاً لأنها حاضرة العلم والعلماء .. وفيها تتخرج الأجيال وإليها يأتي الباحثون عن العلم والمعرفة من كل صوب ومكان .. ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تشعر فيه جامعاتنا أنها فعلاً بلا أسوار .. ونتمنى ألا يطول الانتظار!! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة