كلفتني الجامعة الأردنية مشكورة بتمثيلها في مؤتمر يوميات التواجد العربي الإسلامي في البرتغال بدعوة من الغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية وبرعاية الرئيس البرتغالي.
احب ان انقل لكم بعض ما قاله الرئيس: لقد رحب بالحضور وأكد أهمية التواصل بين العرب والبرتغال لأن الحضارة العربية الإسلامية على حد تعبيره هي ماض برتغالي حضاري.
فالبرتغاليون - يقول الرئيس - لا ينظرون إلى المسلمين كمحتلين بل فاتحين للقلوب جالبين للحضارة حيث اتوا ومعهم الفلسفة اليونانية والتي قاموا بترجمتها بالتعاون مع المسيحيين واليهود ولهذا كانوا أمناء على الحضارة اليونانية .
ولم يشعر اليهود بالاحترام في أوروبا الا يوم جاء المسلمون الأندلس حيث عاملوا الجميع معاملة إنسانية ورسخوا مبدأ الدولة الجميع وانخرطوا في المجتمع حيث كانت الإدارة لهم بالرغم من أن وجودهم كان بعدد قليل .
ويتابع الرئيس قوله : أننا لا نشعر بحقبة استعمارية لأننا وجدنا في العرب المسلمين القادمين بناة واناساً متحضرين بعيدين عن السلب والنهب وسفك الدماء . لقد تركوا لنا اثاراً من القلاع والحصون والعمران ما جعل بلادنا متحفاً من الآثار نجني من خلالها الملايين من السياح .
لقد دخلت اللغة العربية في لغتنا بآلاف الكلمات المستعملة في الحياة اليومية بل هناك مدن وقرى وضياع كلها بأسماء عربية بالرغم من تحريف بعض الألفاظ بسبب المدة او طبيعة اللسان الأندلسي . لقد علمونا بناء السفن وصناعتها ومنهم تعلمنا غزو البحار والاكتشافات الجغرافية.
وعلى منوال الرئيس المتواضع الذي لم يحضر معه حاشية سوى مرافق مدني واحد ، تحدث أيضاً رئيس بلدية لشبونة الذي أكد أن العرب هم الذين بنوا لشبونة وهم داخلون في تاريخنا الذي ندرسه لأولادنا . وتحدث رئيس بلدية مدينة سنترا عن المسلمين الذين لهم فضل على التاريخ والحاضر البرتغالي وقال : نحن نعترف بذلك لانه من صميم تاريخنا واعترافا" بذلك ها نحن في علم مدينة سنترا نضع الهلال على علمنا وها نحن نجني آثار السياحة في هذه المدينة حيث بلغ عدد السياح ستة ملايين سائح حتى الآن.
نعم كنت مستمتعاً لما رأيت وسمعت في البرتغال مما يقلل من حالة الوهن والهزيمة النفسية التي نعيش عبر أبواق لا ترى خيراً في تاريخ الأمة بينما العالم يعترف لنا وبنا !!!
لم اسمع شكوى منهم تجاهنا فلسنا المغول ولا التتار ولا المستعمرين بل ناشرون لحضارة تعلم الناس النظافة والطهارة والعقل والتفكير .
أذكر ان احد النقابيين اليساريين الأردنيين قد ذهب في ستينات القرن الماضي لزيارة الاتحاد السوفييتي السابق فأخذوهم الى الشيشان فلما سلموا على مستقبليهم وكان منهم رجل شيشاني مسن عرف من المترجم ان هؤلاء عرب، انكب على يدي اليساري يقبلها باعتباره من اولاد الرسول (ص) !!!
راجع اليساري نفسه وتفكيره وتغير لانه وجد أن الإسلام جعل له مكانة بين الأمم.