يزورنا أصدقاء في كل موسم من مواسم مؤتمر البحر الميت منذ سبعة اعوام، وهو يضم مئة وخمسين ضيفاً في مستوى رؤساء الدول، وخمسمئة مشارك من كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية في العالم، وموازٍ لمؤتمر سويسرا الصيفي المماثل.
وهذه مناسبة بالغة الأهمية لكنها لم تمنع جلالة الملك من حضور افتتاح القمة العربية الاسلامية الأميركية في الرياض أمس , فنحن نعرف قيمة الجهد السعودي في تغييره لوجه المنطقة العربية، ونحن الحليفون الطبيعيون له، والمقاتلون معه منذ اللحظة الأولى لمؤامرة داعش في سوريا والعراق.
إن هناك اعتماداً عربياً كبيراً على رئاسة ترمب ولهذا تفسيره المفهوم، بعد سنوات طويلة من رئاسة الاميركي – الافريقي الذي لم يجد للولايات المتحدة التي خرجت منتصرة من صراع طائفي مكاناً لتفردها الاسطوري بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ودخول العالم مرحلة من مراحل فصل السياسة عن اللون والمذهب والدين.
وسواء أكان سلوك أوباما السياسي عقائدياً او عدم التدخل للقوة السياسية الأوحد في العالم، بحروب المذاهب، والعنصريات والأديان، وهذه قضية اخلاقية لا تنوب عن سياسة حصيفة ذكية.. لكنها تبررها.
نحن الآن أمام رئاسة اميركية لم يكن احد يتوقعها، لأنها سياسة لا تقوم على الموقف الفكري والسياسي، ففاز من وجد بأن الفرصة مناسبة لتوزيع الالتزامات والعهود، حسب مصالحه المباشرة، فهو لم يكن أبداً موظفاً اتحادياً او حكومياً طيلة حياته العملية، وحين فاز هلّلت له أول من هلل اسرائيل، لأنه مارس سياسة تشبه سياستها العنصرية في اقامة الجدران الحمائية بدل اقامة الجسور الواصلة، وحسبها على طريقته في حسابات البزنس، واللعب على الزوغان من الضرائب – وهذه كانت في اميركا جريمة قاسية.
سيبقى ترمب مدة غير قصيرة في السعودية، وسيأخذ وقته في الاستماع لصوت القيادة السعودية، وغير السعودية، وهو الصوت الذي يكرّس زعامتها في المنطقة خاصة بعد عواصف الحزم التي اثارتها بكل قوة وجدارة.
سنكون في الرياض، في الوقت المناسب للانضمام الى احتفالية عاصمة الحزم، فنحن لم نكن بعيدين عن الرياض في أي يوم من الأيام.
الراي