زيارة ترامب الى السعوديةد. هايل ودعان الدعجة
20-05-2017 04:47 PM
من كان يتابع الوعود التي اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته للانتخابات الرئاسية ، وما عكسته من نظرة سلبية واراء ومواقف معادية ومناهضة للاسلام والمسلمين ومحاولته الصاق تهمة الإرهاب بالإسلام تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي ، وحظره دخول مواطني سبع دول ذات اغلبية مسلمة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر ، ومهاجمته لدول الخليج ومطالبتها بالدفع مقابل حمايتها والدفاع عنها ، وانحيازه لجانب اسرائيل في صراعها مع الجانب الفلسطيني ، ربما لا يصدق البداية السياسية التي استهل ترامب بها عهده ، إن لجهة استقباله بعض قيادات الاقليم ، وفي مقدمتهم جلالة الملك عبد الله الثاني ، كأول زعيم في المنطقة يستقبله ترامب في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيسا ، تبعها بزيارة ثانية خلال فترة زمنية قصيرة ، عكست التأثير الملكي في اجندات الإدارة الأميركية الجديدة وسياساتها ومواقفها حيال قضايا المنطقة وملفاتها. ترافق ذلك مع انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين في الأردن التي عكست الجهود الملكية ونجاحها في لم الشمل العربي ، وتنقية الأجواء العربية وتحقيق مصالحات وتسويات وتوافقات وتفاهمات في الرؤى ووجهات نظر القيادات العربية ، قادت الى توحيد مواقفها إزاء هذه القضايا ، كالقضية الفلسطينية وإعادة الزخم الإقليمي والدولي لها ، والإرهاب والازمة السورية والتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية الداخلية والأوضاع في العراق واليمن وليبيا ، ام لجهة اختياره المملكة العربية السعودية ، التي تمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا واقليميا ورمزية دينية إسلامية ، كأول محطة له في جولته الخارجية منذ توليه الرئاسة ، والتي ستشهد انعقاد ثلاث قمم خلال هذه الزيارة (سعودية ـ أميركية ، خليجية ـ أميركية ، عربية إسلامية ـ أميركية ) . ما يؤكد العودة القوية للولايات المتحدة للمنطقة وانخراطها واندماجها بقضاياها ، وإعادة بناء علاقاتها وتحالفاتها الاستراتيجية التقليدية مع الأقطار العربية والإسلامية بعد الشرخ الذي أصابها في عهد سلفه باراك أوباما ، الذي خذلها وتجاهلها وتخلى عنها لصالح الاستدارة نحو منطقة شرق أسيا والمحيط الهادي ، والتقارب مع ايران والانحياز لها بشأن الاتفاق النووي . محملا أوباما مسؤولية تراجع مكانة اميركا وهيبتها ومنح خصومها كروسيا وايران فرصة تهديد المصالح الأميركية وتهديد امن المنطقة واستقرارها . ما دفع الإدارة الأميركية الحالية الى إعادة حساباتها وترتيباتها في المنطقة ، خشية فقدانها لمناطق نفوذها ، ولحلفائها القدامي الذين ترتبط معهم بمصالح حيوية واستراتيجية ، والذين قد يضطرون لإقامة تحالفات وتكتلات جديدة وبديلة مع اطراف دولية منافسة ومؤثرة ، تمتلك من الإمكانات والنفوذ ، ما يجعلها تفكر بالاستغناء عن علاقاتها بالولايات المتحدة ، كروسيا والصين ودول أوروبا . ما يؤشر الى حرص ادارة ترامب على استعادة ثقة هؤلاء الحلفاء بالمواقف الأميركية الجادة والمسؤولة من القضايا والاولويات التي تهمهم ، الامر الذي يجعلنا نعتقد بان تكون محاربة التطرف والإرهاب ومحاصرة النفوذ الإيراني واستئناف مفاوضات السلام وحل الازمة السورية حلا سياسيا في مقدمة اهداف هذه الزيارة التاريخية . فبعد تردد إدارة أوباما السابقة وعدم جديتها في التعاطي مع ملف محاربة الإرهاب ، احتل موضوع حسم هذا الملف الأولوية على اجندة الرئيس ترامب ، الذي طالب بتكثيف طلعات التحالف الدولي الجوية ، وضاعف من عديد القوات الأميركية في العراق وسوريا بصورة عززت من فرص القضاء على التنظيمات الإرهابية في هذين البلدين . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة