النكبة الفلسطينية .. كبرى النكبات .. !
عودة عودة
20-05-2017 02:08 AM
للمرة التاسعة والستين نعيش ذكرى النكبة الفلسطينية كبرى النكبات في العالم العربي، هذه النكبة التي كانت وراءها الإمبراطورية البريطانية والعديد من الدول الأوروبية التي قامت بدفع يهود أوروبا للهجرة إلى فلسطين قلب العالم العربي ليسرقوا أرضها من أهلها العرب تحت شعارات وخرافات وأساطير وأكاذيب ليس لها أثر في التاريخ أي تاريخ..
والحقيقة أن هذه الحملة الإستعمارية كانت تسعى إلى إنشاء (دولة وظيفية) يهودية قوية لتقسيم وطننا العربي والوقوف في طريق وحدته وتقدمه ونهب ثرواته وخيراته الكثيرة...
بعد حوالي ثلاثين عاماً من وعد بلفور 1917 لإنشاء وطن لليهود في فلسطين، تحقق هذا الوعد وقامت دولة إسرائيل العام 1948، دولة اغتصاب لأرض فلسطين، وما كان يجب أن تقوم أصلاً، إلا أنها قامت بالقوة واستمرت بالقوة، وإذا تحرك أصحاب الأرض الفلسطينيون والعرب لتحرير أرضهم أو جزء منها فهم إرهابيون وأن جيش الإغتصاب الصهيوني هو الجيش الأخلاقي الوحيد في هذا العالم الواسع..
لكن...
وبعد 69 عاماً من قيام دولة الإغتصاب هذه يبدو أن التأييد الدولي لإنشائها وفي المقدمة بريطانيا والولايات المتحدة قد أصبح من الماضي، صورة إسرائيل اليوم في العالم كله دولة أبارتهايد (عنصرية)، فبريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤوم هي الدولة الوحيدة التي طردت مؤخراً دبلوماسياً إسرائيلياً في قضية الجوازات الأوروبية المزورة التي استخدمت في اغتيال الشهيد محمود المبحوح، كما ان بريطانيا والعديد من دول الاتحاد الاوروبي ترفض شراء انتاج المستوطنات الاسرائيلية في الضفة وهضبة الجولان باعتبارها اراض عربية محتلة وهذا اشد ما يغيظ نتنياهو وحكومته..
حتى الإدارة الأميركية وأول من اعترفت بإسرائيل بعد 11 دقيقة من قيامها في عهد الرئيس هاري ترومان بدأت في التراجع عن تلك العلاقة بين واشنطن وتل أبيب التي دمرت سمعة أميركا حول العالم وأضرت بمصالحها في وطننا العربي وخارجه، وهذا التراجع في العلاقة الحميمة الإسرائيلية الأميركية ازداد بعد تنصل الرئيس رونالد ترامب من وعوده من نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس..
وقبل ذلك..
شهادة الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات المركزية الأميركية أمام لجنة مجلس الشيوخ وقال(إن التوترات بين اسرائيل وبعض جيرانها يخلق شعوراً معادياً للأميركيين كما ان هناك انطباعاً لدى الفلسطينيين والمواطنين في العالم العربي بانحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، كما ان الغضب العربي بسبب القضية الفلسطينية يحد من قوة وعمق شراكة الولايات المتحدة مع حكومات في المنطقة ويضعف شرعية الأنظمة المعتدلة في العالم العربي..!
الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يخضع لامتحانات صعبة من شعبه وفي دورته الرئاسية الاولى، فكثير من سابقيه ايزنهاور و كيندي وكارتر وبوش الاب واوباما قالوا كلاما قاسيا لمسؤولين كبار في اسرائيل وفي اكثر من مناسبة ورضخت ولا داع للدخول في التفصيلات التي اصبحت معروفة..
خطوة ترامب بعدم نقل سفارته من تل ابيب الى القدس لاقت ابتهاجا في العالم العربي فهل من خطوات اخرى تليق بسمعة دولة كبرى لها علاقات وطيدة مع العديد من شعوب العالم..
odehaodeha@gmail.com..
الرأي