- قبل بضعة أيام قرأتُ في مقالة الدكتور – فهد الفانك – اليومية , في جريدة الرأي – الأردنية.. أن باحثة فاضلة – أجرت بحثاً على بعض القرى الفقيرة في بلدنا الأردنّ– فوجدت أن حالتها من الفقر لم تتغير منذُ خمسة َعشَرَعاما , في قيام أربع َ عشْرَةَ حكومة في هذه الفترة..!!
- ملاحظة: أنا أشك في عدد الحكومات في هذه الفترة التي ما أراها تتجاوز عشْرِ حكومات.
بعد هذا أقول:أتدرون – لماذا تمرّ الحكومات : حكومة ًبعد حكومة ٍ, والقرى الفقيرة باقية على فقرها, بل والمديونية – العامّة - تزداد مع كلّ حكومة؟؟ - سبب ذالك أن كل رئيس وزراء يجيء – يحمل – ملفيْن – أحدهما عام ٌيعرفه كلّ الناس, والآخر خاصّ ٌلا يعلمه إلا هو ومن كلفوه به.. والمطلوب منه أن يُنفذ الملف الخاصّ, أساساً..فالدكتور عبدالله النسور- مثلاً- الذي سبق وزارة الدكتور هاني الملقي – تعهد , قبل أن يـَصدر تعيينه – للجهة التي تتولى مسؤولية ترتيب الأمور- بأن يرفع الدعم عن المشتقات النفطية, مما جعل سعر لتر البنزين – يتضاعف. وأن يرفع ثمن بطاقة شحن الخلويّ, وأن يرفع ثمن الكيلة من الكهرباء...إلخ. بناء على طلب من هذه الجهة . والدكتور الملقي.. طـُـلب منه أن يُمرّر صفقة الغاز مع إسرائيل, وأن يُدَ فع المواطنين – أربع مئة وخمسين مليون دينار , لأن البنك الدوليّ – طلب ذالك...إلخ.
-ولا شكّ أن رفْع سعر البنزين والكهرباء – أدّيا إلى وفاة آلاف الأطفال في العائلات الفقيرة التي لم تَعُدْ تملك ثمن تنكة السولار أو الكاز, أو كلفة صرف المدفأة الكهربائية .. لأن الطفل الذي يُرشّح أو تُصيبه انفلونزا _ ولا يجد التدفئة – يموت , غالباً !! لأن الأطفال أقلّ تحمّلاً للبرد من الكبار. وإن كان الكبار في السنّ يموتون ,غلباً , في مثل هذا الجوّ..وقد يموت بعض ٌ من الشباب ..
- ولا شكّ- أيضاً- أن هذا لا يخفى على عاقل, ( فكيف بمفكر) – وإن رؤساء الوزارات يدركون ذالك..ويدركون أن هذه الأجندة الخاصة هي الثمن لكي يصبحوا رؤساء وزارات. ولذالك.. يقبلون بمضمونها – غلى علمهم أنها لا تخدم المجتمع, وإنما تخدم مصلحتهم الشخصية!!-وإذن .. هم لا يجدون الحافزالقلبيّ النابع من الأعماق - للإنجاز المجد د أو المبدع, تعضده الجوانح والجوارح – الذي يجعل الثروة تزداد , والميزانية تنمو من الناتج المحليّ, لا من المنح والقروض. وإن كل من يقوم بعمل بلا حافز داخلي قوي – لا شكّ .. لا يتقنه , سواءٌ – أكان رئيس وزراء أم كان كاتباً صغيراً في دائرة ..ولذا- أنت تجد في جميع جوانب الحياة – أن الذين يبدعون – هم أصحاب المواهب الذين تزوّدهم مو اهبهم بطاقات وقدرات – نابعة من القلب - لاتتوفر لغيرهم, فالموهوبون يتفوقون ويُبدعون , لأهم .. يُقيلون على موضوع موهبتهم برغبة شديدة , ومتعة بالإنجاز عالية ..وغيرهم يؤدون الواجب بأدنى درجاته, ولا مَزيد!!- إذْ – لا رغبة تحفز , ولا متعة تجلبها النتيجة الناجحة - وقريب من أصحاب المواهب – أولائك الذين يحسون من أعماقهم أنهم يجد ون راحة وسعادة في خدمتهم الناس , عن طريق الإخلاص لواجبهم ومسؤوليتهم .. إذْ – يتحمّسون لعملهم, لأنهم يشعرون أنهم يؤدون واجباً مقدّساً.. برغبة وصدق وإخلاص.. يَعمّ نفعه الناس جميعاً أو البلد الذي هم فيه , أو قريتهم , أو أقاربهم الأدنيْن- كلّ ٌ حسَبَ جُهدهّ وطاقته وصلاحيته , ومسؤوليته.. وإلا – فلماذا الأردنيون – كثيرٌ منهم – يترحمون على – روح المرحوم وصفي التلّ, والمرحوم هزاع المجالي؟ أما كان هذا – لأن هذيْن الفارسين كانا يُحسان بمسؤوليتهما عن الأردن , وأهله, وأن الناس , والأشياء في الأردنّ- أمانة في عنق كلّ منهما.. فعمل وجذّ واجتهد, وأخلص وأحسنَ من أجل الأردنّ- لا من أجل مصلحة خاصة – ولا ملفّ خاصّاً ينفذه!!
- إن الأردن , وكل بلد عربي وإسلامي , وفي العالم الثالث كله – لا ينتهي فيه الفساد – من غشّ , ونصب واحتيال , وتزوير للفواتير , ورشوة, واختلاس للأموال, ومشكلات لا تنتهي... والبحث عن المصلحة الشخصية , وانعدام الاهتمام بالجماعة – إلا ..إذا تولّى المسؤولية , في كلّ بلد- أمثا ل – هزاع المجالي , ووصفي التلّ – لهما الرحمة من الله أرحم الراحمين – كِـفاءَ ما قدّما من أمثلة تحتاج إلى من يسير على نهجها...
- لأن الناس لايصلحون – قطعاً- بتغيير المناهج والكتب – إنْ كان يقصد من التغيير السير في طريق الحق والأخلاق – أجلْ.. إن كان يقصد من التغيير.. السير في طريق الحق والأخلاق!1 ( وأنا ناقشت كتاب الصف السادس الأساسي المطور!! في المناهج الجديدة – التي دخلت المدارس قبل بضعة أشهر ٍ فوجدته لا يصلح أن يُدرّس في عصور الانحطاط. والمقالة مسجلة على – واجهة كتابي, أي: الفيس بُكْ). ولا يصلحون – قطعاً - بوعظ الوعاظ الذين بعضُهم يحتاج إلى وعْي أكبر, ولا بنصح الآباء والأمهات ... إلخ- لأن هذا , وإن كان مفيداً - يدمّره سلوك المتنفذين – إذا انحرفوا عن الطريق السويّ .لأن الناس يتأثرون بسلوك القادة والمتنفذين – أكثرَ بكثير من التأثر بسوك المعلمين والوعاظ, والأهلين!! _ ودليل ذالك.. أن الدعوة إلى إصلاح التعليم – لم تجد , نفعاً ِ في كلّ بلدان العالم الثا لث...و على مدى خمسين سنةً , لأن الخلل لم يأت ِ من المناهج والكتب – لا بالدرجة الأولى , ولا التاسعة, وإنما يأتي بالدرجة الأولى إلى التاسعة من المتنفذين الذين لا يعرفون الإخلاص للشعب والوطن , وإنما يخلصون إلى مصلحتهم – الخاصة!!- التعليم .. إصلاحه الحقيقي – لا الشكلي أو المنحرف عن الحق والأخلاق- ومثلُهُ الوعظُ, ومثله نُصْحُ اللآباء والأمهات – مساهماته تقف عند الدرجة العاشرة – فحسْبُ- عندما يقوم صدق وإخلاص عند أصحاب النفوذ, ومنهم رؤساء الوزارات والوزراء – ومـًن هم ليسوا من هاتيْن الفئتيْن...!!
- بعد هذا - يجب.. أن أذكر – أن كل الوزراء أصحاب ملفات خاصة – كرؤساء الوزارات. والبقية – عندكم!!!- ومن الطريف أني حضرتُ محاضرة لوزير.. وعندما أنهى...قلتُ له : معروف أنك آت ٍ من حزب شيوعيّ, والفكر الشيوعيّ يتناقض مع نظام الدولة في الأردنّ – فكيف تقبل أن تكون وزيراً في دولة لا تؤمن بالفكر الذي أنت تتبناه؟؟ قال: وما المانع؟ أنا الآن وزير أقوم بواجبي تُجاه الدولة, وعندما تنتهي مدّه هذه الوزارة أعود إلى – حزبي !!؟ لاحظوا .. كأن الفكر ثوب يُلبس ويُنــضى؟!
- ويجدر أن أذكر في هذا السياق..أن الناس لا يخفى عليهم شيء – يظن ّ صاحبه أنه يستطيع أن يُداريَه .. فيُخفيَه – وقد أدرك هذه الحقيقة الشاعر الجاهلي الحكيم = زُهير ابن أبي سُلْمى, فقال في معلقته:
( ومهما تكُنْ عند امرئ ٍ من خليقةٍ-----وإنْ خالها تخف َ على الناسِ – تُعْلم ِ)!!( والخليقة :هي الصفة المتجذرة في ذات الشخص).
- فالمرء ُ الذي يظهر للناس بوجه غير وجهه الحقيقي .. يكشف الناس زيْفه, ولا يخفى عليهم , وإن زخرف كلامه, وبدا بطيبة مصطنعة . لأن القلوب نمّامة - تَشــِعّ ُ ما فيها من خير , ومن شرّ – من دون أن يقصد صاحبها أو أن يعيَ ذالك ..,وقلوب الناس المراقبين– فيها مغناطيس يستطيع أن يلتقط ما يشـعّ مما هو مخفيّ في قلوب الآخرين.
-.وإلا – فلماذا المسلمون لا يزالون يرجعون إلى الأئمة الأربعة الكبار, ويترضّوْن عنهم = وهم أبو حنيفة – ومالك ابن أنس- والشافعي- وأحمد ابن حنبل – وآخرهم يفصله عنّا أكثر من ألْف ومئة سنة, ولا يرجعون إلى من جاء بعدهم , حتى هذا اليومِ ؟؟ - لا – لأن كل ما أفتَََوْا به – صحيحٌ, فهم قبلوا أحاديث ضعيفة – ظانّينَ أنها صحيحة, فجاءت فتواهم منها – مُنحرفةً عن الصواب. [ ومنها – حديث لا وصية لوارث إلا إن يشاء الورثة – الذي أفتى بصحته الإمام أبو حنيفة , والأئمة الثلاثة الآخرون– رضي الله عنهم = وهو حديث - مكذوب= !! ثم أفتى به الفقهاء بعدهم , حتى يوم الناس هذا -أجلْ.. يفتون به في العالم الإسلامي كلّه.. وإلا – فمن يجرؤ في عصور الاستبداد والفساد ==========– التي بدأت بمعاوية ابن أبي سفيان- الذي جعل بيت مال المسلمين ,الذين كان لعامّة المسلمين, في زمن الخلفاء الراشدين الأربعة- رضي الله عنهم ,جعله بيت مال الخليفة , يُنفق منه – كيف يشاء!! وجعل كلمته هي الوُحْدى في العالم الإسلامي كله, واطّرح – الشورى- فلا يجرؤ أحد ٌ أن يخالفه .. ثم – جعل ولاية العهد بالإكراه!!========== == وللتفصيل عن هذا الحديث ونظيره– يُرجى الرجوع إلى كتابي: ( لا وصية لوارث...وإن الله أعطى كل ذي حق حقه.. .) حديثان مكذوبان = وفازهذا الكتاب بجائزة العلوم الإنسانية- لجائزة – صلاح الدين الأيوبي- لهذا العام- هذه الجائزة التي تقوم عليها – مشكورةً ومذكورة - بلدية الكرك , منذ أربع سنوات..أجل – الفقهاء الأربعة الكبار.. أفتوا من أحاديث ضعيفة.., ( لأن مناهج البحث والتحقق لم تكن قد نضجت في أيامهم = ولم تنضجْ, بعدهم حتى اليوم ) لا لأنهم لم يُخطئوا – بل لأنهم كانت نيّتُهم – خالصةً لوجه الله , ولكتابه, ولرسوله, ناصحين للمسلمين, غيرَ قابلين أن ينضوُوا تحت إمْرة الحكام المستبدين الظالمين!.
-وإني لمؤمن أن أعمال الإنسان وأفعاله.. تنبثّ في أثير هذا الكون , ولا تزول, فتلتقطها قلوب الناس وعقولهم, ولو بعد ألْف جيل , أو بعد مليون سنة!! أما تران الناس يقـتنـعون بما يًَروى مما قا له هاؤلاء الفقهاء العظماء الأربعة , ولو كان الاجتهاد ليس في محله؟؟– ولاكن .. لا نرتاح – نحن أصحاب َ الاطلاع على الكتب- إلى معاوية ابن أبي سفيان – الذي حوّلَ الخلافة إلى مُلْك عضوض – كما أشرنا, آنفاً!!-
- ويد لنا على أن ما يخفيه أيّ ُ شخص ٍ يكتشفه الآخرون =- إذا كان شخصاً عادياً .. يكتشفه الذين حوله, وإذا كان علَماً.. يكتشفه جمهرة الناس - يدلنا على هذا..ما يحدث معنا – مثلاً : الأبُ منا العطوف على أبنائه الصغار الرؤوف بهم.. تجد هاؤلاء الأبناء الصغار يتعلقون به, منذ ُ أن يكونوا في سنّ عشَرَةٍِ أشهر أو سنة, وهم لا يدركون بعقولهم التي – لــمّـا تَْنمُ, وإنما يجدون حبّه لهم ورحمته ورأفته في قلوبهم الصغيرة , وأحاسيسهم الطرية!! ذاك.. مثلُ هذا ..!!
- وهذا يعني أن الإصلاح.. – لا يبدأ بمناهج الطلاب وكتبهم, حتى , وإن كانوا في مرحلة البكالوريوس أو الدكتوراة, وإنما يبدأ بإصلاح نفوس ونيات رجال الدولة.. ولا ينتظر أن يأتي الإصلاح من المناهج أو الكتب.. والإصلاح من الأعلى .. أرفق , وأيسر , وأسلس – من الإصلاح – من الأدنى .. وإن مقومات الإصلاح , هي : الإخلاص والصدق , ووحب الوطن والناس, والالْتزام بتطبيق – الحقّ والعدل, والحرية, والإنصاف, والمساواة , في الحقوق , بين الناس—وبالمقابل محاربة الظلم والفساد والطغيان والاستبداد .
=========– يزيد الذي أرسل جيشاً يغزو مدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأن الصحابة لم يقبلوا أن يبايعوه_ بقيادة - [ مسلم ابن عقبة المرّيّ-, فكانت وقعة – الحَرّة- فاجتاح عقبة مدينة رسول الله,, وأبا حها لجُنْده ثلاثة أيام , يقتلون وينهبون ...ووقعوا على النساء !!] – المرجع- الدكتور عبدالله أبو عَزّة-انهيار الحضارة الإسلامية وسبل النهوض- ص- 103, 104- وهذه حقائق لا مِراء فيها , ولاكن قد يكون ا لمراء في جزئيا تها. مثلاً: تقول الرواية بأن ألْف امرأة في مدينة رسول الله- حملت من الجند الذين أُبيح لهم ثلاثة أيام , كل شيء , حتى النساء!!- فقد يكون اللاتي حملْنَ –مثلاً- أقل من ذالك, أو أكثر!! وهكذا كل الأعمال الكبيرة – حدوثها – لا شكّ فيه, ولاكن بعض تفصيلاتها .. قد لا تكون صحيحة.================
-وإن انبثاث أعمال الناس في الكون , وما تحركها من روح - هو ما عبر عنه ا لعلم الحديث با لنسبة إلى المادة الكونية, فقال العلماء : (المادّةُ لا تفنى ولا تزول).. فحذار ِ, أيها الحكام الذين تتولّوْن مسؤولية الناس أن تتعاملوا معهم بوجهيْن – فذالك .. لا يخفى على قلوب الناس وعقولهم.. والأصعب.. أنه لا يخفى على الله – علام الغيوب, فتحاسبون على – نيا تكم وأعما لكم– ( يوم لا ينفع ُ مال ٌ ولا بنونَ- إلا من أتى اللهَ بقلب ٍ سليم ٍ ) = سورة الشعراء- 88= والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل×