الخليل و عباس .. سقطت ورقة التوت
محمد ابو عرقوب
08-12-2008 01:08 AM
الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطالما تحدث عن المصلحة الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني و لطالما اعتبر عباس ان حماس تلقي بغزة الى الهاوية.فما هو الحال الان بالضفة مع ما يحدث في الخليل واين موقف القيادة الفلسطينية المنقذ؟
الان الخليل تعيش صراع بقاء بين اهل المدينة الاصليين والمستوطنون الذين يعيثون فسادا في ارض ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام.
فهل فكر الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب الفلسطيني كما يقول في ان يزور مدينة الخليل القديمة على اعتبار انها خطوة معنوية للتضامن مع اهل الخليل العزل الذين تمارس بحقهم ابشع اساليب الابادة والتشريد؟
مدينة الخليل التي تعتبر ربع الضفة الغربية و اكبر المحافظات الفلسطينية وثاني اهم مدينة بعد القدس تبعد عن مقر الرئاسة الفلسطينية مسافة تقل عن الساعة باعتبار ان محمود عباس يحق له المرور من طريق القدس وليس طريق وادي النار كما انه يمتلك اسطولا من السيارات التي تستطيع قطع المسافات بسرعة قياسية وبراحة تامة.
فهل هناك مصلحة لرئيس فلسطين بعد الذي حدث ويحدث في ان يذهب الى الخليل و يتفقد احوال تلك المدينة و كما ذكرنا هذا يكلفه مسيرة اقل من ساعة.
ربما هذه التساؤلات تاخذنا ايضا الى سؤال اهم... اين التصريحات الرنانة لعباس التي اعتدنا عليها عن تنفيذ اي عملية استشهادية او مقاومة ضد الاحتلال والتي كانت تركز على نبذها و المطالبة بمعاقبة من يقفون ورائها؟
فلو خفضنا سقف التوقعات مما يمكن ان يقوم به عباس فعلى الاقل تعال الى وسائل الاعلام بتصريح ادانة. هو ما لم يحصل الى الان رغم مرور اكثر من اسبوع من البطش الصهيوني بحق ابناء المدينة القديمة في الخليل.
لنرجع قليلا الى الوراء فقد قدم عباس هدية للمستوطنين في الخليل حينما القى القبض على ستين مقاوما فلسطينيا ينتمون لخلية مقاومة تابعة لحماس واتهمهم بانهم يستهدفون امن المواطن في الخليل واعلنت الاجهزة التابعة للرئيس عباس وقتها انها لن تسمح لاحد ان يمس امن وحياة ابناء مدينة الخليل.فهاهم المستوطنون يستبيحون كل شيء فاين الوعود من القيادة الفلسطينية؟
لقد زرت مدينة الخليل قبل اسبوع و تجولت في المناطق الساخنة التي تصنف على انها مناطق (اتش )2 التابعة للجيش الاسرائيلي كما تجولت في مناطق( اتش 1) التابعة للسلطة الفلسطينية. ففي (اتش 1 ) تشاهد قوة امنية ملثمة تمارس القوة بحق ابناء الخليل. وفي (اتش 2 )تشاهد المستوطنين يمارسون القوة بحق الناس العزل هناك.و في المحصلة الجميع يبطش بهذا الشعب الاعزل.
تناقضات تعيشها القيادة الفلسطينية ربما اوصلتنا الى الحد الذي يجعنا ندعوها لاتخاذ موقف حاسم من تعاطيها مع القضايا الوطنية والحساسة فقد اخفقت السلطة الفلسطينية في غزة و يبدو انها الان تثبت انها لا تمثل اي وجود في الضفة سوى بعض الحملات الامنية المدججة بالسلاح والتي تمارس القمع السياسي بغطاء ما يسمى حملة فرض الامن والنظام في المدن الفلسطينية. فعلي سبيل المثال كيف يمكننا الحديث عن فرض الامن والنظام في مدينة الخليل و التي يواجه اهلها بقوتهم وعزيمتهم ابشع حملات التهجير بحق ابناء هذه الارض.
ان قضية الخليل تسقط اخر ورقة توت عن القيادة الفلسطينية في رام الله و التي تعد الاشارة الاخيرة للمجتمع الدولي والمجتمع الفلسطيني ان هذه القيادة لايمكن لها ان تحقق اي شيء من امال الشعب الفلسطيني خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان اسرائيل تتراجع عن وعد قزم قدمته لعباس بالافراج عن 250 اسيرا فلسطينيا من ابناء حركة فتح رغم ان اسرائيل و بحسبة بسيطة و منذ مؤتمر انابوليس افرجت عن 750 اسيرا فلسطينا كبادرة تشجيعة و داعمة لعباس الا انها اعتقلت في نفس الفترة اكثر من 4000 مواطن فلسطيني في الضفة الغربية.
لقد ان الاوان للقيادة الفلسطينية في رام الله ان تتصارح مع نفسها اولا ومع الشعب و ان تتحدث عن اخفاقها المستفحل وان تترك الامر للشعب.
ان الشعب الفلسطيني القادر على مواجهة اعتى حملة صهيونية عنصرية تمارس ضده في الخليل من قبل اكثر الصهاينة تطرفا و عنصرية قادر ايضا على اتخاذ القرار المناسب والذي يتعلق بمصيره وبعلاقته مع اسرائيل. وليس افراد القيادة في رام الله .
عند عودتي من مدينة الخليل و بالتزامن مع ما رايته من عظمة هذا الشعب المناصل الصامد رايت موقفا اخر يتناقض و سمات هذا الشعب العظيم وهذا الموقف كان على جسر الملك حسين في الجانب الاسرائيلي فقد رأيت وزير الاعلام الفلسطيني رياض المالكي و وزير الزراعة الفلسطيني محمود الهباش يستقبلون بحفاوة من المسؤولين الاسرائيليين و بسيارات فارهة وقبلات و مصافحة حارة.
فسؤالي في النهاية ما هو شعوركم وانتم تصافحون من يقتلون ويشردون اهل الخليل؟
و ما هو شعوركم وانتم ترون على الشاشات نسوة الخليل يدافعن عن الوطن وانتم تنعمون بالامتيازات التي تمنحكم اياها حكومة اسرائيل التي تدعم المستوطنين بكل قوة.
فلسطينيا المطلوب العودة الى الوحدة الفلسطينية و الى المقاومة الشعبية التي تضمن الكرامة الى الى الشعب الفلسطيني والشعب العربي. وان تقدم القيادة الفلسطينية تلخيصا صريحا وبامانة يتضمن الاعتراف ولمرة واحدة ان القيادة الفلسطينية فشلت في اعتمادها على الولايات المتحدة واسرائيل في دعمها لتحقيق اي حل حتى وان كان حلا مجزوءا.
عربيا المطلوب و فورا ان يتم استغلال الفرصة الحالية باتخاذ قرار عربي حر بفك الحصار عن غزة و سحب السفراء العرب من اسرائيل و طرد السفراء الاسرائيليين من العواصم العربية. وان يتم ادخال الاموال الى غزة و سحب المبادرة العربية واي خطوة عربية توحي لاسرائيل ان العرب يهرولون نحو السلام مع اسرائيل.