وانتم تبحثون عن ابنائكمفيصل تايه
18-05-2017 03:16 PM
كما هو معلوم لدى فئات عريضة من مجتمعنا الأردني السير بتواتر متواز تجاه أي مسألة قد تشغل بال الأسرة الأردنية لطبيعة فسيولوجيتنا العاطفية القوية وولائنا الكبير لعائلاتنا وإخلاصنا لأي فرد منها في محيطنا الأسري ، ما يدفعنا التفكير باتجاه المساعدة والمساندة تجاه أي مسألة تواجهه في حياته ، فلا أحد منا ينكر جياشة أحاسيسنا التي تدفعنا وباستمرار نحو مد يد العون لمن يحتاج ، فكيف إذا كان أحد أفراد الأسرة ذاتها ؟؟ .. ذلك ما دفعني إلى الكتابة عن دورنا تجاه فئة واسعة من أفراد تكويننا الاجتماعي ، والذين هم بأمس الحاجة إلى رعايتنا وتوجيهاتنا ، إنهم فئة الطلاب ، خاصة ونحن مقبلون هذه الأيام على امتحانات نهاية العام الدراسي لمختلف المراحل الدراسية ، فالجو التقليدي المعروف في مثل ذلك أن نعلن حالة من حظر التجوال والاستنفار بصورة استثنائية لاعتقادنا أننا بذلك سنوفر للطالب جوا دراسيا يمكنه من اجتياز هذه المرحلة من حياته بكل همة ، متناسين أن إثارة جو التوتر هذا يخلق لديه رد فعل عكسي وفوري غير مبررة قد يلازمه طوال حياته ، الا اننا وبالرغم من قناعاتنا بهذا النهج إلا أننا وباستمرار نعيد المأساة مع ذات الضحايا مؤكدين نهجنا التقليدي إزاء ذلك ، والذي نكرره كل عام ، فكيف إذا كان صاحبنا طالبا بالثانوية العامة ... فيا للمأساة .. فالبروتوكولات العائلية المعروفة تقتضي في مثل ذلك أن تضطر الأسر الأردنية إلى اتخاذ إجراءات مشددة وصارمة في عملية احترازية شبيهة بالحكم على أبنائها بالحبس التحفظي ، متناسين أن ذلك قد يخلق في نفسه قلق الامتحان والرعب والتوتر الشديد لدرجة أن ورقة الامتحان سيراها بعضهم في أحلامه كل ليلة بالرغم من أنهم قد راجعوا دروسهم جيدا ولكن تبقى هذه الفوبيا ملازمة لشخصياتهم . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة