ساعات ويحل عيد الأضحى المبارك ، والحال العربي في كل مكان - للأسف الشديد - يسير من سيئ إلى أسوأ ، مشكلة دارفور دون حل ، اضطرابات العراق واحتلاله دون تغيير ، سعار الأسعار قائم ومستمر ، مشاجرات الجامعات دون حل ، وأزمات تزداد شدة ، والمواطن العربي يقف حائرا ، ماذا يقول ؟ وماذا يفعل ؟ .
أهل غزة بل وفلسطين كاملة يعانون أشد أنواع القمع وأشرسه ، ويعانون الظلمة والمرض والجوع ، ونتبارى نحن أبناء جلدتهم باستعراض مقدرتنا على الاستنكار ، فتارة نشجب ، وتارة نحتج ، ونرفض أحيانا ، ونشكو أحيانا أخرى ، دون عمل سوى الكلام . الفرق هائل بين مطالبنا بكسر حصار غزة وبين كسره فعلا ، يمكن لمواطن من موزمبيق أن يطلب بل وأن يرفض الحصار ويدينه ، وبإمكاننا أن نقيم الأفراح والليالي الملاح لتصريح زعيم ما يطلب فيه رفع الحصار ، لكن الأهم هو كسره وليس الدعوة إلى كسرة فقط .
تذكرت مقولة أحدهم عندما أعلن أنه سيحل مشكلة الفقر في العالم ، وقال أن الحل عنده يكمن في تقاسم الثروة بين الأغنياء والفقراء ، وأنه حلّ نصف المشكلة إذ أن الفقراء رضوا بتقاسم الثروة مع الأغنياء ، وبقي عليه إقناع الأغنياء !! وحالنا مشابه لا أحد يرضى بالحصار والكل يرفضه ، لكن المهم أن ترفعة إسرائيل ، ولا حاجة ، ولا فائدة لكل مظاهر الاستنكار والإدانة والشجب والرفض وغيرها من الاستعراضات الكلامية ، وشق الجيوب ولطم الخدود .
أرجو من المولى عز وجل أن يستجيب لدعاء حجاج بيته الكريم ، في التخفيف عن أهل غزة والعراق والصومال والسودان وغيرها من بلاد العرب ، إنه سميع الدعاء ، وليس أمامنا سوى الدعاء ، فلا حول ولا طول لنا ، وإن زعمنا غير ذلك نكن من الكاذبين ، فهل نحن من الكاذبين ؟ .
هاني العزيزي
haniazizi@yahoo.com