مرحلة جمع الاسلاب والغنائم / ١
اللواء المتقاعد مروان العمد
17-05-2017 02:00 AM
ان ما يجري حاليا في معظم دول الربيع العربي يمكن ان يوصف بأنه مرحلة النزول عن الجبل لجمع الاسلاب والغنائم من ساحة المعركة مع ما يتضمنه ذلك من امكانية تعرضهم لمخاطر الهجوم من الخلف او الاشتباك مع المجموعات الاخرى التي تسعى هي الاخرى وراء اسلابها وغنائمها قبل ان تطير الطيور بأرزاقها.
فنحن ان نظرنا الى سوريا نجد محاولات محمومة من النظام لإخلاء الجيوب الواقعة تحت سيطرة منظمات المعارضة والواقعة ضمن مناطق سيطرته منها، حيث يتم الضغط عليها ثم عقد تسويات مع عناصرها لمغادره اماكنهم هم وافراد عائلاتهم الى مناطق خاضعة بشكل كامل لسيطره المعارضة. وبذلك يضمن النظام سيطرته على مناطقهِ بشكل كامل ويوفر له المجال للتوجه نحو الشمال الشرقي والشرق لتوسيع مناطق سيطرته على حساب تنظيم داعش وخاصة في ريف حلب الشرقي ودير الزور حيث نجح في السيطره على مساحات واسعه منهما، وربما يريد ان يمد يده الى الرقة قبل ان تصلها قوات سورية الديمقراطية المدعومة امريكياً.
ومن جهتها تستغل تنظيمات المعارضه تجمعها في مناطق خاصه مثل ادلب وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب وحمص والغوضة الشرقية واجزاء من جنوب سورية في درعا والقنيطرة وذلك لتشدد قبضتها عليها ولربما لتكوين دوله خاصة بها مستقبلاً. ولكن استثناء تنظيمات هيئه تحرير الشام بما فيها جبهه تحرير الشام (النصره) وتنظيم داعش من خطه تخفيف التصعيد العسكري سوف يعرض هذه التنظيمات للهجمات من روسيا والنظام والتحالف الدولي. كما سيدفع هذه التنظيمات للإقتتال فيما بينها في محاوله من التنظيمات المصنفة بأنها ارهابية والمصنفة انها معتدلة للسيطرة على هذه المناطق. ناهيك عن المعارك التي تدور بين تنظيمات الطرفين بعضهما ببعض على مناطق النفوذ . اي معارك على الغنائم.
وتركيا وبعد ان وجدت نفسها مع قوات درع الفرات محصورة في المنطقة ما بين بلدة جرابلس ومدينه الباب، وبعد فشل محاولاتها لإقتحام بلدة منبج وطرد قوات سوريه الديمقراطيه منها الى شرق الفرات ووصولها الى القناعة التامة انه لن يكون لها دور بالمشاركه في معركه الرقة بديلاً عن قوات سورية الديمقراطية، فإنها اخذت تسعى للامتداد شرقاً والى ادلب وعن طريق تشكيل ما اطلق عليه اسم الفيلق الاول والمكون من عناصر سبعة عشر تنظيماً من تنظيمات المعارضة الخاضعة لسيطرتها بهدف السيطره على المزيد من الاراضي السوريه لاستخدامها سلعة مساومة على طاولة المفاوضات مستقبلاً.
اما قوات سورية الديمقراطية والتي تتكون في جلها من الأكراد فإنها تريد ان تفرض نفسها رقماً صعباً على طاوله توزيع الغنائم وذلك عن طريق الامتداد الى منطقه الرقه عاصمه الدوله الاسلاميه المزعومه / داعش . هذه القوات المدعومه امريكياً بكل قوه رغم انها ليست من قوى المعارضه السوريه وهي الى النظام اقرب ، ولكن يراودها حلم تشكيل كيان كردي من الممكن ان يتحول الى دوله تمتد داخل اراضي ثلاث دول في المنطقه وهي سوريه وتركيا وايران .
اما مليشيات الحشد الشعبي العراقي وتنظيمات الحرس الثوري الايراني وعناصر حزب الله فهم يسعون لأيصال نقاط نفوذهم ببعضها لربط ايران والعراق وسورية في هلال شيعي يسعى لأن يصبح بدراً كما سيلي في حديث آخر..
وفي حين تلعب تركيا دور الضامن لصالح تنظيمات المعارضة وفي حين تلعب ايران دور الضامن للنظام وقواته الى جانب روسيا. وفي حين ان امريكا تلعب دور البطل في الحرب على الارهاب، فإن هذه القوى الاربعة سوف تجلس على رأس الطاوله التي سوف يتم عليها توزيع الاسلاب والغنائم على الذئاب المتصارعه في سورية.
يتبع حول توزيع الغنائم في مكان آخر .