عمون - تطبّع المجتمع الأردني مع الأخبار التي يجري تداولها عن قرارات البعض إنهاء حياته، كأن هؤلاء لم يسمعوا باحد اغنى اغنياء الارض مؤسس إمبراطورية كنتاكي، لكن لا بأس، قرارات اعلان الهزيمة والاندحار أمام مصاعب الحياة ليست اسهل من قرار الصمود.. لكن لا بأس أيضا.
في لحظة درامية ما يقرر انسان بكامل ارادته ان يلقى نفسه في الجحيم.
الاجهزة الامنية الاردنية تنجح في انقاذ فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها حاولت إلقاء نفسها من مبنى والعدول عن محاولتها.
لكن ما يقلق المعنيين ليس هذا، فمحاولات الانتحار بالعلن تقترب لتكون دراما يستنجد فيها الشخص من المجتمع لردعه عن محاولته، يصرخ في وجه المجتمع: النجدة، لكن ماذا عن تلك التي يعلن فيها شخص ما انهاء حياته سرا، في غرفته وحيدا؟
غرفة مسكونة بالوجع، لا يريد فيها "ميت" لا زالت تدّب فيه حياة أن ينقذه أحد، يقرر في لحظة ما ان يعلن هزيمته ويستقر تحت التراب، لعله يستريح، ولن يستريح، وكأنه لا يدرك ان أمّ الأوجاع ستبدأ كما لم يشعر بها من قبل ستبدأ في اللحظة التي سيعلن فيها النهاية.
غرفة سوداء لا ظلال فيها، ولا صور، تمدد فيها السواد شيئا فشيئا دون طائل.
أرنست همنجواي الروائي المعروف انتحر، فقط لأنه افتقد لأي معنى جديد للحياة بعدما بلغ ما بلغ من الجاه والشهرة والمال والترف.
هو مثال لا يستقر في سياق الاردنيين، الذين وكأن بعضهم بات يعاني من ضعف في تحصينه الثقافي والنفسي والاجتماعي مما يحول من دون ارتكاب الشخص لجريمته بحق نفسه.
ويعرف موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة الالكتروني الانتحار بانه التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته، مشيرا الى ان الآراء اختلفت حول الانتحار، فهل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاسا لفشله وعدم الحاجة لاستمرار حياته.
وبعض الشعوب لديها رمزية خاصة للانتحار كما هو عند اليابانين، لكن الإسلام يحرم قتل النفس بأي حال من الأحوال ويشير إلى أن حياة الإنسان ليست ملكا له وبالتالي لا يجوز التحكم بها من قبله.
وتعود نحو 35% من حالات الانتحار إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان، و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسدية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية.
ووفق النسب فان الذين يحاولون الانتحار هم ثلاثة أضعاف المنتحرين فعلا، كما ان محاولات الانتحار عند الذكور أكثر منها بين الإناث، كما ان الانتحار الفعلي هو أكثر كذلك بين الذكور، وتتعدد وسائل الانتحار ولكن اكثرها استخداما عند الإناث الأدوية والحرق وعند الذكور الأسلحة النارية.
ووفق النسب العالمية فان نسبة الانتحار تقل بين المتزوجين ومن لهم أطفال، وتعتبر الصين والهند أعلى دولتين تسجلان حالات انتحار بين دول العالم. وللمفارقة فان نسب الانتحار تقل في الحروب والأزمات العامة.