هالسيارة مش عم تمشي .. !!
عدنان الروسان
14-05-2017 07:03 PM
لماذا تتوقف عقارب الزمن عند سيارة محمد داودية و تقوم الدنيا و لا تقعد ، بينما هناك من لديه كراجات بكاملها من دم الشعب ، لماذا بقيت الدنيا على حالها بعد سرقة القرن في شركات و مرت الأمور مرور الكرام مكتفين بكبش فداء ، و لماذا سكت الجميع كأن على رؤوسهم الطير إزاء اللص الظريف ومن ساعده في موضوع أمنية التي شفطها الشافطون و انتهت دون أن يدري أحد كيف ، قال البعض سحر و قال آخرون شعوذة ، و قال مايكل لا سحر و لا شعوذة ، خفة يد فقط ، و لماذا فر لصوص سكن كريم كل بحصته و نمر باتجاه الجنوب و تجاه الشمال و ننظر إلى مباني سكن كريم ، فلا نجد فيه سكن و لا نجد فيه كرامة ...
ألف لماذا و لماذا بدون إجابات ..
و تستمر القافلة تسير و الكلاب تنبح ، قافلة اللصوص لا تتوقف ، تسير و تسير و تحصد الأخضر و اليابس في طريقها ، تهبش من الخزينة و من خارج الخزينة و من الأراضي و الآبار ، ترفع رواتب الأكثر حظا و الأعلى رواتبا ، ترفع رواتب الهوامير و تقول لنا أن ذلك يدعم الموازنة ، و نقلب وجهنا في السماء علنا نجد إجابة كيف يمكن أن يكون رفع رواتب كبار المتكرشين من الحواشي و البطانات يدعم الخزينة فلا نجد جوابا ، و نسكت ونقول في رب ، و تستمر قوافل لصوص الوطن الذين لا يجدون من يكف أيديهم عنا ببطن عمان و يبقى الرب راعيها ، و تبقى كلاب تنبح على أحد ينتبه للصوص ، لكن أحدا لا ينتبه أو لا يريد أن ينتبه و يبقى الوطن فريسة ضعيفة و غنيمة سهلة للصوص الذين يتكاثرون كالجراد و ينقضون على الوطن كالجراد و يأكلوننا كالجراد.
المديونية تزداد بشراهة و العجز لا ينتهي و كلما أتانا رئيس جعلنا نترحم على من سبقه حتى نكاد أن نفتح مقبرة خاصة للرؤساء حتى ندفنهم فيها بعد عمر طويل و نكتب على بابها ن هنا يرقد الأتقياء الأنقياء الذين حملناهم إلى عمان ، ركبوا ورائنا فسرقوا ما في الخرج و من ثم مدوا أيديهم في جيوبنا و لما لم يجدوا شيئا عبثوا بأقفيتنا ثم قالوا ستشكروننا على ما فعلنا ، و ما نزال نشكرهم واحدا تلو الآخر حتى مللنا من الشكر و ما ملوا من تعيين أبنائهم و بناتهم مدراء و وزراء و ملئوا خزائنهم من دموع نسائنا و دماء شبابنا الذين ينتحرون كل يوم ، و شقاء شيوخنا الذين يأكلون من الحاويات .
" ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " ، فإن لم تخشع قلوبهم لذكر الله و نشك أن تخشع يوما ما ، و إن لم يكونوا مؤمنين و لا نظن بهم ظنا حسنا و العياذ بالله ، أفليس في قلبوهم رحمة على هذا الشعب ، ليعتبروننا كلابا ، و يعاملوننا كما يعاملون كلابهم في دابوق و غيرها ، هنا يصنع لهذا الشعب الخازوق و يدق كل يوم ألفا منه أو يزيد ، و يبقى الشعب ينتظر على أمل و لا أمل لتائه في صحراء الفساد الذي كلما رأى ماء هرع إليه فلما وصله لم يجده شيئا و وجد الله عنده فوفاه حسابه .
لماذا يتقاسم هذا الوطن مجموعة من اللصوص دون أن يحسبوا حسابا للأردنيين ، لأن الأردنيين ليس لهم الا الله و لأن الأردنيين صاروا من الهنود الحمر المغلوب على أمرهم ، لأن الأردنيين صاروا كحمار العرس للماء و الحطب بينما الرقص و الطعام و الويسكي لمجاميع ابناء المحفل الذين نكد و نشقى من أجل أن يبقوا لصوصا ، و من أجل أن يستمر أبناؤهم و أحفادهم رؤساء و وزراء و مدراء برواتب خيالية و من أجل أن يسنوا القوانين التي تفقرنا و تغنيهم ، و من أجل أن يبقى الأردن مزرعة و نبقى فيها عبيدا نغني كل صباح و كل مساء على أنغام ربابتنا التي ملت العزف ، الله توكلنا عليك يا سيد المتوكلين ، يالشيخ حنا عزوتك و جلايبك يوم المبيع ، وان ما بعت حنا نبيع بارخص ثمن للمشتري حنا نبيع .
ما دما قبلنا أن نكون جلايبا أي بهائما و أن نتغنى بذلك و نتعبد الله فاسرقوا ما طابت لكم السرقات ايها اللصوص و الرب يرعاكم .
قبل أن أغادر ، لا أدافع عن محمد داودية و ما فعل ، فقد فعل سوءا و ليس مبررا ما فعله حتى لو كانت السيارة على حسابه فذلك فعل ممجوج ، و لكن ليت كل الفساد بحجم سيارة .