المسلماني يكتب: الاستثمار وتحدياته العصيبة في الأردن
النائب السابق أمجد المسلماني
14-05-2017 10:34 AM
بقلم النائب امجد المسلماني
إن المستثمر الأردني يعمل في وطنه وسط بيئة مشتعلة من التحديات التي لا تقتصر على التحديات المتعلقة بطبيعة المشروع الاستثماري وفرص نجاحه وتحقيقه معدلات متوازية بين النفقات والايرادات والديمومة وغيرها من التحديات الاقتصادية والمادية الملموسة، فإن المستثمر الأردني على وجه الخصوص يواجه ما يمكن أن نسميه المحاكمات غير العادلة من الرأي العام للشارع المحلي الذي للأسف ينقاد بشكل متسرع للمعتقد السائد والتعاميم التي يجتهد بعض الأشخاص باطلاقها حول ان كل مستثمر أو صاحب رؤوس أموال كبيرة إنما هو متنفذ و فاسد أو شخص هبط « بالبراشوت» على هذا النجاح.
إنني وعبر هذا المنبر أوجه دعوة صادقة للرأي العام الأردني ان يتريث في الحكم على أبناء جلدتهم من المستثمرين الوطنيين الذين يملكون العديد من الخيارات لنقل استثماراتهم أو تأسيسها بالأصل خارج الوطن الحبيب إلا أنهم يصرون على العمل في بيئة اقتصادية متواضعة وفي ظل امتيازات قليلة يقابلها العديد من المتطلبات الحكومية إلا أنهم يصرون ان ترى مشروعاتهم النور على ثرى الوطن الغالي وإن يكونوا سببا في تشغيل وتوظيف العديد من أبناء شعبهم وإن يمنحوا الشباب الأردني فرصة للالتحاق بسوق العمل وإن يشكلوا مصدرا للدخل للعائلات الاردنية.
إن الاستثمار الناجح إنما هو استثمار لمستقبل أبنائنا والأجيال القادمة التي من حقها علينا أن تنشأ في دولة تتمتع باقتصاد قوي مدعوم صاحب خبرة في سوق العمل، ان الاستثمار الناجح إنما هو جزء من بناء الوطن ومؤسساته وتأسيس بنية تحتية قوية للاقتصاد قادرة على الصمود في وجه التحديات ومن هنا لابد أن يحظى المستثمر الأردني بالدعم الكامل والمؤازرة من قبل الحاضنة الشعبية لا أن يكون مادة استهلاكية لبعض أصحاب الأقلام المأجورة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يبدؤون بكيل الاتهامات ونسج الشائعات التي تستبيح هذا المستثمر فقط لأنه ابن بلد وهنا لابد ان نتساءل لماذا لا يتم فتح النار على المستثمرين الأجانب الذين يتمتعون بالعديد من الامتيازات.
وفي هذا المقام أود أن أنبه الى أنني لا أدعو إلى مهاجمة المستثمرين الأجانب بل على العكس إن الوطن بحاجة إلى هذه التجارب والمشروعات والاستثمارات التي تشكل بمجموعها الاقتصاد الوطني وإنما أود أن اسلط الضوء على مدى الغبن والتجيير الذي يتعرض له ابن البلد إذا ما أصبح مستثمرا وصاحب فكرة أو مشروع ناجح من قبل بعض الحاقدين وأعداء النجاح والذين يمتازون بسوداوية النظرة ويبثون سمومهم بحرفية للرأي العام.
إن رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني كانت منذ البداية استشرافية ودعت الجميع للتفاؤل والتعاون والعمل على منح الجميع فرصا متساوية للنجاح ان نكون جميعا على قلب رجل واحد.
بالوقت الذي تصدح فيه العديد من الابواق التي تدعي أنها داعمة للاستثمار ومحفزة بشكل خاص للمستثمرين من أبناء الوطن إلا أن الحقيقة مخالفة للواقع فإن هؤلاء الأشخاص أصبحوا مكشوفين للجميع فهم من يرغبون فقط الاحتفاظ بمناصبهم ويسعون لتلميع صورتهم أمام الرأي العام ليبقوا محتفظين بكراسيهم ولا يقومون بأي أدوار حقيقية لدعم الاستثمار الوطني بل على النقيض من ذلك ما ان يتم تنحيتهم من المنصب حتى يتحولوا إلى أكبر أعداء للمستثمرين ويبدؤوا بمحاربتهم بشكل علني دون إي وجه حق.
وختاما فان من اجمل ما يمكن أن نختم به هو الدعوة الربانية في الآية القرآنية الكريمة
« وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»
فايها المؤمنون كونوا اكثر عدلا وأكثر رحمة في محاكمة إخوانكم.