حدود وجنود أسود ووفرة بارود
محمد الداودية
14-05-2017 01:09 AM
زرنا صباح الجمعة جنودنا على حدودنا الشمالية والشمالية الغربية، زيارةً وطنية، لا زيارة ترفيهية، فلا رفاهية عند الجنود ولا على الحدود، التي بهرتنا درجة الاستعدادات عليها.
شبابنا الاكفياء المدربون أعلى تدريب، يتوقدون عزما وحماسة ووطنية، وتوفر لهم قيادتهم المحترفة أحدث أدوات المراقبة والمتابعة وآخر منجزات العلم وعلى مدار الثانية ليقوموا بواجباتهم الخطيرة الدقيقة على اكمل وجه.
شرح العميد القائد صدقي الرواشدة، لوفد جمعية الحوار الديمقراطي الوطني، وللسادة ضيوف الجمعية، طبيعة المنطقة، التي يعرفون شعابها ووديانها وعراقيبها ومغرها، معرفة كفي اليدين، كما انهم على دراية ومعرفة بخريطة الصراع السياسي والعسكري في الإقليم، وبطبيعة العدو الإرهابي وحجم قدراته، الجاثم مقابلنا المتربص بنا.
قلت لكوكبة ضباطنا وجنودنا اننا جئنا نبث فيكم عزما ومعنويات وها نحن سنعود وقد شحنتومنا باعلى منسوب معنويات.
قال العميد الرواشدة: نحن نحرس حدود وطننا واهلنا وتاجنا ونحميها ونفديها.
وجدنا أطباء الخدمات الطبية الملكية، وقد جهزوا مستشفى ميدان مصغرا، للحالات العاجلة وللاسعافات الضرورية، يعالجون المصابين من أبناء الاشقاء السوريين، الذين يتعرضون للقصف العشوائي الاجرامي على القرى السورية، من إرهابيين مجرمين متوحشين، يفرضون الاتاوات والخاوات على الاهالي، ويحتمون بين المدنيين، يتخذونهم دروعا بشرية.
ليس للجيش النظامي السوري أي تواجد على حدودنا.
وبالخداع والغش والتقية، تسللت اعداد من تنظيم داعش الإرهابي، الى الجيش السوري الحر، الذي يسيطر على الحدود السورية الجنوبية، ولما اصبح عددهم كافيا، كشفوا عن هوياتهم، وتمركزوا على اطراف حوض اليرموك، المقابل لنا، ورفعوا رايتهم، واطلقوا على انفسهم اسم قوات خالد بن الوليد (يسميهم جنودنا فصيل خالد، ولا يسمونهم فصيل خالد بن الوليد، تكريما لذكرى العبقرية العسكرية الفذة، الصحابي خالد بن الوليد، سيف الله المسلول رضي الله عنه).
هذه هي الزيارة الثانية لمنتسبي الجمعية، الى جنودنا على حدودنا الشمالية (الأولى كانت في تموز عام 2015).
لقد تعززت مجددا قناعاتنا بضرورة العودة إلى تطبيق خدمة العلم المشرفة، ليعيش أبناؤنا كلهم، أبناء كل الطبقات، وكل القيادات السياسية والحزبية والاقتصادية والمجتمع مدنية، تجربة حراسة الحدود والثغور المشرفة، وان يتلقى ابناؤنا شحنة رجولة واعتزاز وطني مهمة، وأن يُصقلوا على انّ الأمن والأمان، ليست شعارات وخطابات، بل هي تطبيقات وخبرات وتدريبات وطاقات ونفقات، تتحقق بعقول وسواعد ووطنية جنودنا.
هؤلاء الفتية الرحماء الأشداء، حرس الحدود، هم فتية الوطن وحماته وكُماته. فتيةُ ابي الحسين، جندُ الأردن المؤمنون، الذين يُصلّونَ على حديدِ بنادقهم، على جبهات الفداء والشهادة، في تموز وفي أيار وفي الكانونين.
هؤلاء الفتية، يحمون كل مكونات وطنهم، ويستشهدون من اجلنا كلنا، يحمون دستورَنا ونسيجَنا الفاتن وتعدديتنا الخلابة. فتحيةٌ لعبدالله الثاني ابن الحسين، قائد الجيش الأعلى، وقادة جيشنا كافة، بهذا الجيش المحترف، جيش الأردن والأمة، العاكف على واجباته الوطنية، يؤديها في كل الظروف وفي كل الأجواء، على اكمل وجه، وفي منتهى الإحساس بالواجب والمسؤولية الجسيمة التي ينبري لها.
جيشنا فخرنا وعزّنا وشرفنا، فتحية إلى كل منتسبي جيشنا العربي الاردني.
الدستور