لنحمِ نقابة الصحفيين بالمساءلة الذاتية
ماجدة المعايطة
13-05-2017 12:01 PM
هذا ترحيبٌ بالمجلس الجديد لنقابة الصحفيين، نختلفُ فيه عن كل الذين سبقونا بالتعقيب والتحليل لنتائج الانتخابات الأخيرة، أو في التنظير لما يجب أن يعمله أو يتجنبه هذا المجلس.
هذا ترحيبُ حفاوةٍ بمجلس نقابة لا نعرف (بشكل شخصي) معظم أعضائه، لكننا نَدينُ بالشكر العميق لبعضهم من الأساتذة الذين درّبونا واختبروا أهليتنا لعضوية النقابة.
نحتفي بالمجلس الجديد الذي نراه أول مجلس للصحافة الأردنية في عصر الإعلام الجديد: الإعلام الرقمي الذي أطلق هزة أرضية توشك أن تطبق على ما بقي من الأخشبين في عالم الاتصال والتواصل والمعلوماتية، في الدنيا وعندنا ايضاً.
وفي ذلك فاننا نرى فيه انفسنا: مجلساً بمواصفات المرحلة التي تفرز اختبارات يومية للجميع ، بمعطيات معظمها خارج السيطرة .
نشفق على المجلس الجديد لنقابة الصحفيين وهو يصل في وقت يُطاح فيه بالصحافة والإعلام التقليدي، وتظهر من شقوق الأرض الإعلامية نباتات جديدة غير مصنّفة في كتب البستنة، إن كانت صالحة للرعي أو مسمومة. نشفق عليه ، حرصاً وحماية له ولإنفسنا.
ولذلك لن نُثقل عليه بتكرار الحديث في قضايا وعناوين واولويات يعرفها الجميع، من جوانب الضعف أو التقصير أومن خذلان المجالس السابقة لأعضائها وللمهنة وللنقابة. فكلها قضايا معروفة مكررّة وليس أسهل من الحكي فيها، ولا أصعب من تشخيص الأسباب الحقيقية التي أوصلت الصحفيين الى ما يشبه اليأس وجعلتهم يرمون النقابة في أيدي الجيل الجديد الذي لا يمتلك من أدوات تصحيح المهنة والصناعة أكثر من أن يحلم، متسلحاً بالوعي والإرادة وقوة الإمساك بتلابيب مهنة تعصف بها رياح التغيير، حسب تعبير الزميل الإعلامي النائب الاستاذ نبيل غيشان.
حفاوتنا بمجلس نقابة للصحافة هو الأول في جيل الإعلام الجديد، هي أن نحميه من مخاطر الوهم ومن هجمات الإحباط، وذلك بشفافية "المساءلة الذاتية أو التنظيم الذاتي" التي أفاض في الحديث عنها والدعوة المبكرة لا، الإعلامي الكبير الاستاذ جورج حواتمة.
ما فعلناه حتى الان هو أننا بدأنا بتسجيل الوعود الانتخابية التي كان أصدرها كل من الزملاء الذين فازوا بالرئاسة أو نيابتها أو عضوية المجلس، وذلك لكي نعاونهم في تنفيذها ومساءلتهم عن التقصير في ذلك.. نعرف أن فوزهم ربما لم يكن بقوة تأثير برامجهم أو وعودهم الانتخابية، لكنها رؤى وأحلام ومطالب ،سجلناها لنشارك في تنفيذها ولنحاسبهم على نسبة ما حققوه منها، افرادا ومجلساً..
تقييم الأداء له معايير وضوابط معروفة لكل ذوي الاختصاص .حان الوقت لتطبيقها على كل مؤسسات الدولة، ولا بأس أن تكون نقابة الصحفيين الرائدة في ذلك، فهذه هي الميزة الغائبة للسلطة الرابعة.
تقييم الأداء يستوجب وضع البرامج باسلوب الأرقام المستهدفة ضمن آجال زمنية واضحة. دقة التوثيق والتحليل للاداء، تجعل الأرقام النهائية بالنجاح أو الفشل مسألة مقبولة من الجميع وبدون الحاجة لإطلاق الأحكام المرسلة المثقلة بالتراشق أو بالأجندات والمصالح الصغيرة.
تقييم أداء المجلس الجديد لنقابة الصحفيين اعتماداً على وعود أعضائه من جهة، وعلى خطة العمل المؤسسية التي يفترض أن تكون بعد الآن مختلفة، هذا النهج في تقييم الأداء هو الذي يحمي المجلس ويضمن له عملية التصحيح الدائم في النهوض بمسؤوليات المهنة التي تمرّ بمرحلة انتقالية أطاحت الإعلام القديم ولا تترك للقيمين على الإعلام الجديد أن يعرفوا بالضبط ما هو مطلوب منهم، أكثر من أن يكونوا مبدعين في الصدق مع أنفسهم وفي الاخلاص لمهنة اول أساسياتها المساءلة الذاتية أوالتنظيم الذاتي.
نحن الذين نرحب بالمجلس الجديد لنقابة الصحفيين بهذه الطريقة ، نفرٌ قليلٌ متوسع ، نبني الآن خلية عمل توافقي من داخل النقابة ، لصياغة وتنفيذ آلية جديدة في تعزيز النقابة، من داخلها. تعزيزها بالمساءلة الذاتية وبحُلم أن يكون المجلس الجديد بداية جيل جديد فعلاً في العمل المدني، يستحق أن يأخذ فرصته، التي هي فرصة الصناعة الاعلامية الاردنية.