ليتهم لم يكبروا وظلوا أطفالامنصور العبادي
12-05-2017 12:40 AM
عند رؤيتي لطلابنا وهم يحملون أوزانا من الكتب داخل حقائبهم ذاهبين إلى مدارسهم تكتوي جباههم بحرارة الظهيرة عند العوده إلى بيوتهم، وهناك أمهات يراقبن الطريق يحسبن الدقائق وهن في حيرة بين وجبة الغداء التي تنضج بتوقيت يتناسب ووصول فلذات الأكباد ، جباه سمر طُبعت عليها نجوم تتلألا متعرقة من طول المسير وثنايا باسمة فرحة بانتهاء مشوار التعلم لهذا اليوم، ثم يبدأ التحضير لليوم التالي، حل الواجبات وتحضير الدروس، عقاب حنون وثواب غير مبالغ فيه من الآباء والأمهات يمسكون بالعصى من النصف حتى لا يتأذى الأبناء من التفرقة . أطفال يفيقون باكرا يتعانقون مع الندى جادون مجتهدون يتجهزون ليوم مدرسي مسرعين لكي لا يفوتهم طابور الصباح ورفع العلم والإستماع للإذاعة المدرسية. ومن رحاب المدرسة الصغير ذي الأسوار وصداقات الطفولة وتنافس مابين نجوم ، وشوهد ، وممتاز ، وأنشطة وغيرها تنتقل الحياة بشكل حتمي شبه مستقل إلى خصوصيات وأسرار آخر من يعلم بها المربين آباء وأمهات سهروا ودبروا وتقشفوا حينا وبذخوا حينا آخر، ليأتي يوم تتبدد فيه سيطرتهم وتنخفض أصواتهم إحتراما وابتهاجا بهذه النخب التي تستشرف المستقبل وتحلم بحياة أفضل وأوسع من حياة أسرة أصبحت الحياة تشكل عبئا عليها ، فكبر الأولاد وكبرت متطلباتهم وكبرت أحلامهم . بالأمس كانوا بين مئات في المدرسة واليوم بين آلاف الجامعيين، في تحولات كثيرة فغرفة الصف تلك اليوم صارت قاعة ومعلمنا دكتور وعلاماتنا رموز وامتحاناتنا( فيرست، سكند ،فاينل). أجواء رائعة "لسنفور" يرى الجامعة جنة الله على الارض ، حريات مفتوحة وصداقات جديدة . ذهبت الفرصة في مهب الريح وتحول المقصف إلى "كافتيريات" ومكتبة الحي إلى bookshop كتب وأبحاث ومالية الجامعة تنتظر الدفعات الفصلية لتفتح الشاشات لتنزيل الساعات. تبدأ معاناة الأهل الحقيقية، بالأمس القريب ربع الدينار الصباحي إذا ارتفع لنصف دينار يعني ذلك أن لا "زواكي" بعد العودة من المدرسة، اليوم باتت "مطمورة" الأمس محفظة ملأى من الراتب الشهري لذلك الأب الذي استحق التقاعد ولكنه باق في الوظيفة حتى لا يخسر جزءا من معاش أسرته في هذه الظروف. يزداد الأمر صعوبة حيث لا راحة أبدا في توالي الأبناء بدخول الجامعات حينها يحتاج أبو الأسرة إلى عشرة رواتب لتغطية النفقات، ويحتاج إلى تأمين ظروف بيتية تتناسب وهؤلاء القادة الطامحين بمستقبل آمن يضمن لهم كرامة العيش وعدالة ومساواة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة