لماذا يحاسب المسؤول الفاسد؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
10-05-2017 02:02 PM
نسمع كل يوم عن الفساد ونسمع عن المفسدين وعن الذين استغلوا مناصبهم ووضعوها في مصالحهم الشخصية وقاموا بالتصرف بالأوراق والمبالغ في العمل بشكل غير قانوني... وغيرها.
نسمع هتافات يومية بمحاسبتهم والوقوف في وجههم... عجيب هل فعلا نريد محاسبتهم، هل فعلا نريد ايقاف الفساد... ستستغربون ما أقول؟
سأجيبكم ( من فرعنك يا فرعون....قال هامان)
من هنا أبدأ حديثي... يستلم المسؤول كرسيه متكلاً على الله ولديه العزيمة على خدمة بلاده جاداً متفاعلاً . وضعه المادي وسطي لديه المبادئ والأخلاق من البيئة التي تربى فيها، ويبدأ العمل، وهنا تظهر المفاجأة على شكل المصفقين والمصفرين والمادحين والمشجعين فيجد هذا المسؤول نفسه امام زمرة جعلته وكأنه رجل زمانه لا يوجد له مثيل وكأن الكرسي في هذه المؤسسة لا يقوم الا به وكأنه عبقري زمانه فتبدأ الأوراق تطرح امامه ليقوم بتغييرها وجدولتها وتضليل المؤسسة بها، حتى يغوص في بحر الفساد وهم يصفقون ويرفعون أصواتهم بالتشجيع طبعا لأنهم مستفيدين وهؤلاء هم ( هامان)، فقبل أن نحاسب المسؤول الفاسد علينا بمحاسبة المصفقين والمصفرين والمشجعين والمسهلين لعمليات الفساد ( فهل تكبر النار إلا من مستصغر الشرر) فشرارة تشعل ناراً وتحرق الجميع، فلو كانت هناك في كل مؤسسة مكتب لمكافحة الفساد لما وجدنا كثرة الفاسدين ولو كان هناك محاسبة آنية في وقتها لكل مبلغ ولكل ورقة لما وجدنا أن المسؤول يأخذ راحته في الفساد هو ومن يشجعونه وبالتالي لا نسمع عن فساده الا بعد أن يترك منصبه، فهل من المعقول أن السنوات التي كان فيها على كرسيه لم يكتشف الفساد فيها هو ومن يشجعونه، لأن المسؤول بدون المعاونين في مؤسسته لا يتجرأ على اتخاذ قرار بأن يفسد.
ويبقى سؤال لو حاسبنا (هامان) على تشجيعه للفساد لما ظهر (مسؤولون متفرعنون في بلادي) ليفسدوا في مؤسساتنا والواجبات المناطه بهم.