عصر الاثنين الماضي فاجأتني وأنا اقود سيارتي في جبل عمان مكالمة هاتفية خارجية حسبتها من شقيقتي ام عصام التي كانت تعمل مديرة لمدرسة ثانوية في الشارقة او من ابني الاكبر معين الذي يعمل مهندسا في دولة الامارات أو من ابنتي عايدة التي تعمل طبيبة في الدمام او من ابنة اخي بيسان التي تعمل مهندسة في الامارات..

اندفعت وعلى عجل بسيارتي الى يمين الشارع لاقف.. و لاصغي لصوت صاحب المكالمة، لقد عرفت صوته فورا ودون تلكؤ وهو يوجه لي التحية والسلام..إنه الاستاذ الزميل أحمد سلامه " أبو رفعت "مدير التحرير في "الراي" سابقا.. و من ألمع الاقلام الصحفية الاردنية في الثمانينات والتسعينات وحتى الان...

لقد أعلن أبو رفعت في مكالمته الهاتفية وفي شهادة له سأبقى أفخر بها إعجابه بوفائي لزملائي ومن خلال مقالتي التي نشرتها يوم الاحد الماضي في"عمون" وبعنوان : ( عن زميل قتلته الصحافة والسكري ..!) وهو الزميل الصحفي الهندي الرائع الراحل (أناند).. كنا نعمل معا في المؤسسة الصحفية الاردنية انا في "ألرأي" وهو في الجوردان تايمز نتابع يوميا الشأن الفلسطيني والشأن النقابي المهني والعمالي والشأن السياسي والحزبي وكل شي..وعملنا كمندوبين صحفيين في تلك الايام كان الى حد كبيريشبه ذئبين يعيشان يوما بعد الاخر من سعي قدميهما..!
فوق ذلك...

وهذا سرني أكثر : ان ابا رفعت أعلن انه يقرأ كل ما أكتبه في الرأي وعمون....

وعودة القهقرى الى ايام عملنا الزميل الاستاذ أحمد سلامة وانا في "الراي" في الثمانينات والتسعينات ..كلانا كنا نميل الى (العمل الصحفي الملحمي..) ..وبكل صدق لقد اختلفنا ... الا ان ابا رفعت كان وبكل فروسيته وبسالته في مقدمة الذائدين عني في الملمات التي لا اول لها ولا آخر في تلك الايام العصيبة... وكان يردد امام زملائي الصحفيين كلمة طيب الذكر عليه الرحمة والسلام استاذنا محمود الكايد ابو عزمي مشيدا بي : "هذا الي مغطي عيباتكم.."..!!

لا أدري حتى الان ما الذي دفع ابا رفعت للرحيل من بيت حبيبته "ألرأي" ..لم يقل لي حتى الان كيف ترك الظلال الوارفة لهذه الزيتونة زيتونتنا.. ولم أسأله أيضا.. وان كنت اجزم أنه سيكون في أمان اينما ولى وجهه فهوصاحب فكر ورأي و قارئ نهم ومثقف رفيع لا يضاهيه احد ..

اخي ابو رفعت ..

لقد كانت اياما صعبة .... لكنها كانت واعدة ، قلت فيها وأقول حتى الان ما أريد ..وبأعلى صوتي ....!

واسلم لاخيك وجميع مريديك وربعك....!

ODEHAODEHA@GMAIL.COM