39 عاما عمر الرئيس الفرنسي الجديد، بينما في الأردن ما تزال المناصب حكرا على مواليد ماقبل العام 1939.
39 عاما وسيقود دولة بحجم فرنسا، بينما في الاردن مَن عمره 39 لم ينل بعد فرصة قيادة مجموعة واتس أب. 39 عاما سيبرم المعاهدات وسيعلن الحرب والسلم، بينما في الأردن من عمره 39 عاما ما يزال خائفا ومترددا من إعلان حبه لبنت الجيران!
هذا الشاب الجميل والأنيق تزوج من سيدة عمرها 64 عاما مطلقة ومعها ثلاثة أولاد أحدهم يكبره في السن، بمعنى أن كفالتها انتهت منذ سنوات، ولكن لأن "القلب وما يريد"، تزوجها، وحين أصبح رئيسا لم يقل لها: أوعك أشوف وجهك هون، أو على دار أهلك، أو طالق بالثلاثة، بل على العكس استمر في وفائه ولم يخجل من عمرها ولا من جسدها النحيل ولا من شيبات الرأس، بل وضعها الى جانبه لتصبح اليوم سيدة فرنسا الأولى!
أعرف رئيس قسم حصل على جائزة الموظف المثالي، طلق زوجته في اليوم الثاني لأنها لم تعد تصلح زوجة لفائز بجائزة الموظف المثالي، وتشتت الاولاد عند أهله وأهلها، ويبحث اليوم عن زوجة ترفعت جوازيا لتصبح زوجة الموظف المثالي!
فرنسا تقدم أصغر رئيس في العالم من جيل السناب شات والتويتر، والأردن ما يزال يبحث في مقتنيات متحف الآثار لعله يجد مسؤولا من جيل المنجنيق والحمام الزاجل!
فرنسا تنجح مدارسها وجامعاتها وأحزابها في إفراز قيادات شابة تتمتع بدهاء السياسة لتقود دولة وهم في مقتبل العمر، ونحن مدارسنا وجامعاتنا وأحزابنا نجحت في إفراز قيادات شابة (دق خشوم)، وتقود فقط دبكة مجوز في عرس وتحفظ قصيدة أبو العلاء المعري!
فرنسا تحترم خيارات الصندوق دون النظر إلى مواقفه السياسية المستقبلية، وفي الأردن يختفي الصندوق بقدرة قادر!
في فرنسا خرج الرئيس السابق وركب المترو ولم يعد له أي علاقة بالسلطة، ولن يحلم بعد اليوم بأن يصبح حتى عضو مجلس إدارة، مع أنه لم يزد المديونية فلسا واحدا ولم يحصل على دونم أرض قرب الأليزيه، في الاردن من الممكن أن يخرج وزير الرياضة والشباب بتعديل وزاري بعد أن يخسر المنتخب الأردني لكرة القدم في عهده 8 / 0 ويخرج من الدور الاول، ويغرق أيضا ثلاثة سباحين أردنيين بالأولمبياد لعدم إجادتهم السباحة؛ فقد أرسلهم لأنهم من أبناء عمومته وهم أصلا لعيبة شدّة، ويتعاقد مع مدرب أجنبي لتدريب أحد المنتخبات الوطنية وبعد الخسائر الفادحة يتبين أن المدرب معلم بيتزا في الأصل!
ومع ذلك يمكن أن يعود وزيرا للتنمية السياسية، والاشغال العامة والأسكان، والثقافة، إلخ.
حتى اليوم لا نؤمن بقدرات الشباب ونشاطهم واندفاعهم ونبحث عمن عاصروا دوار الداخلية وهو (برميل) لأنهم أصحاب خبرة!
فكانت نتائج الخبرة التي لا نستغني عنها؛ تضخمت المديونية وكبرت حتى أصبحت ترى بالعين المجردة من جبال شيكاغو، وفشلت حتى في إنتاج رأس ملفوف خالٍ من الهرمونات، وما يزال أهالي القويرة يشكون من عدم وجود جهاز أشعة في المركز الصحي الوحيد في المنطقة!
كفاني عذابا، فالخبرات التي تولت مواقع المسؤولية في بلدنا ليس لها إنجاز كبير وعظيم ومشهود حتى الآن سوى تثبيت أسعار القطائف في رمضان!
الغد