النجم العالمي جلعاد شاليط
هاني العزيزي
03-12-2008 04:18 PM
بات الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى حماس في قطاع غزة بات نجما عالميا ، ولا تنقطع أخباره . الكل يعرف قصته ، والكل يعرف وضعه الصحي ، وسلامته ، المعلومات عنه متوفرة ومدامة لدى الجميع - العرب والعجم – وماذا يأكل ؟ وماذا يشرب ؟ وكم وزنه ؟ وحال معنوياته ؟ ورسالته إلى ذويه ، بل وأظن أن مقياس " بسطاره " معروف أيضا .
الجميع يوصي به خيرا ، ويحذر من المساس به : زعماء عرب ، زعماء أجانب ، منظمات حقوق الإنسان ، الجمعيات الخيرية ، المرشحون للمناصب الدولية والمحلية . نحن العرب نكرم الضيف ، وديننا دين السماحة ، والسماحة هي الصفة الوحيدة الباقية التي يسمح لنا بتداولها والحديث عنها . لماذا لا يطلق سراحه ؟ نحن أهل الكرم والجود منذ الفعلة الغبية التي قام بها حاتم الطائي - إن صحت القصة - عندما ذبح عدته وعتاده ( فرسه أو حصانه ) ليقري ضيفاً حلّ في دياره .
مقابل النجم العالمي شاليط لا يُعرف كم عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال ، هل هم 8000 ؟ أو 9000 ؟ أو 12000 أسيراً ؟ كم أسير ومعتقل يدخل السجون يوميا ؟ وما هي وسائل التعذيب التي تمارس ضدهم ؟ لا أحد يعلم .
أليس غريبا أن يضيق صدر العرب والعجم بأسير إسرائيلي واحد مقابل الألوف من الأسرى الفلسطينيين ؟ أليس غريبا أننا نحن العرب أول من ينفذ ويطيع كل قرارات الأمم المتحدة وما يسمى " الشرعية الدولية " ولسنا آخر من عصى ، لأننا لا نعصي أحدا سوى الخالق عز وجل . إسرائيل لم تنفذ قرارا واحدا للأمم المتحدة منذ قيامها ، ونحن العرب ننتظر أي قرار مهما كان نوعه وخلال سويعات يتم الموافقة عليه من جميع مستويات صنع القرار ، وفي إسرائيل يستغرق إقرار أي اتفاقية أسابيع طويلة من النقاش والمداولات قبل الموافقة عليها مع إيقاف التنفيذ .
في يوم ما سيطلق سراح شاليط ، وسيدخل التاريخ ويكتب مذكراته ، وسيتلقى عروضا لتمثيل حكايته بفيلم أو أكثر ، بعد أن تتألف لجنة طبية دولية لعلاجه مما ألم به من الأذى الذي لحق به من آسريه ، وربما تتبرع الدول العربية الأبية بدفع تعويضات له ولعائلته ولجيرانه ، تكفيرا عن فعلة حماس الشنعاء .
haniazizi@yahoo.com