إضراب الكرامةجمانة غنيمات
09-05-2017 01:19 AM
في إضراب الكرامة لا يسعى المضربون عن الطعام إلى مكتسبات خاصة، بل إلى إرسال رسالة سلمية لكل العالم وحملة الضمير، للتنبيه إلى أنهم يفتقدون الحق الأدنى من الحقوق الإنسانية، والتي يصرّ المحتل على مصادرتها منهم، وليقولوا إنهم متمسكون بقضيتهم. الإضراب عن الطعام هو سبيل المقاومين، مجددا، ليقولوا لا للمحتل، ويسمعوا صوتهم لكل العالم الحر، ويحكوا قصة الظلم الكبير، بكشف الوجه البشع للمحتل والسجان. هم يعلمون تماما ما يُقْدمون عليه، وأنهم بمقاومتهم السلمية ربما يفقدون حياتهم، لكنهم قرروا أن الاستمرار بالصمت على جرائم الاحتلال لن يرحمهم، ولن يردّ الجلاد عن مزيد من الظلم، فهذا المحتل الذي قضى ببقاء جثمان أحد المضربين في ثلاجة الموتى لقضاء ما تبقى من محكوميته بعد أن توفي نتيجة إضرابه عن الطعام في ثمانينيات القرن الماضي، لا ينفع معه شيء، لأنه فاقد القيم والأخلاق والإنسانية لا يعطيها حتى للموتى.
هم يطالبون بتوفير هواتف عمومية في السجون، وإدخال الكتب، والسماح لهم بالتقدم لامتحانات الثانوية، والانتساب للجامعة، وزيادة عدد المحطات التلفزيونية المتاحة. هي حقوق بسيطة وأساسية، ولكن المحتل يمنعها، والغاية كسر إرادة الأسرى، وردهم عن مقاومتهم، وهو يسعى إلى ذلك بطرق مختلفة ومتعددة بدون أن يكترث لأي جهة، حتى ولو كانت المواثيق والأعراف الدولية. بإضرابهم عن الطعام يقدم الأسرى دليلا جديدا للعالم عن ظلم الاحتلال، ما يضيف ورقة رابحة لأشكال المقاومة الجديدة التي ظهرت في الوقت الحديث، ومنها تلك القرارات المنتزعة من المنظمات الدولية التي تقرّ أن إسرائيل دولة احتلال، وأن القدس عربية. بإضراب أجسادهم التي نحلت وضعفت، يضيف المقاومون ورقة جديدة تكشف وجه المحتل البشع، وهي ورقة تضاف إلى حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي غزت العالم واخترقت ولايات أميركية ونجحت في أوروبا، في تطور ملموس ومهم في حركات المقاومة لسياسات إسرائيل العنصرية الظالمة. ليس للمقاومة شكل واحد، كما ليس للمحتل وجه واحد بشع، بيد أن أرقى أنواع المقاومة أن يضحّي المرء بروحه، علّ صوته يصل العالم، وينجح أكثر في كشف وجه المحتل البشع.
الغد |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة