انتصر لقلبه فانتصر رئيساعمر كلاب
09-05-2017 12:39 AM
أول انتصار للرئيس الفرنسي ماكرون كان انتصاره لقلبه , فالرجل كان أمينا مع ذاته , طبعا لم يمطره الفرنسيون بوابل من الاوصاف والتعليقات , كما فعل اقارب لي وأظن معظم اقاربكم فعلوها , حين قاموا بالغناء لمقطع يقول “ ابيض يا حلو صلاتك ما تجوز , شب ومتشبب وماخذلك عجوز “ , وصار محطّ غمز ولمز الاقارب والجيران , مع غمزات اضافية عن حجم الثروة التي تنتظره , فالحب في بلادنا مربوط بالقرار العقلي ومحصور بغيداء في عمر الشباب , وكثيرا ما كان الحب تعبير عن هواجس للاجابة عن اسئلة المحيط الاجتماعي وليس اذعانا لعواطف .
لست مشغولا بالحالة السياسية ومواقف فرنسا القادمة من القضايا العربية وقضية فلسطين المركزية , فقد تراجعت هذه القضايا على التراتبية الفلسطينية والعربية وبات من العار ان نراجع مواقف فرنسا وغيرها او قياس نتيجة اي انتخابات على مقياسها , فالانشغال منحصر في حالة التوافق العاطفي والعقلي للانسان – اي انسان – وانعكاس هذا التوافق على مسيرة الحياة نجاحا او فشلا , فالنجاح له عوامل واضحة واقصد النجاح البريء من شراء الذمم وتوظيف المفاتيح الانتخابية او محاسيبهم , فهذا النجاح يحتاج الى بيئة حاضنة للنجاح وليست مسكونة بهواجس القربى والجغرافيا . مريع حجم احتفاليتنا بفوز الشاب الذي لم يبلغ الاربعين في فرنسا , ومريع اكثر التعاطي الايجابي مع حالة زواجه من معلمته التي تكبره بربع قرن تقريبا , فنفس الصفحة التي احتفلت بفوز ماكرون هي نفسها التي كانت تنادي بانتخاب ابن العشيرة البار او ابن البلدة الفهيم او رجل البرّ والاحسان , الذي يلتقط صوره مع الفقراء وهو يوزع المبالغ النقدية او طرود الذل , نعم هو نفسه او هي نفسها مَن احتفل بفوز ماكرون ونشر صوره مع زوجته , وهو الذي يستعد منذ اليوم لحسبة سريعة لعوائد انتخابات المجالس البلدية والمركزية , وهو او هي الذين يركضون نحو ابن العشيرة وابن العم والخال وما تيسر من ذوي القربى . شروط النصر في الحب هو نفس شروط الانتصار في المعركة وهي نفس شروط الانتصار في التنمية والديمقراطية , التوافق بين العواطف والعقل والصدق مع الذات واحترام حق الآخر في الاختيار وحريته في الارتباط والاعتقاد , شروط تتحدث عنها كل الاديان ويكررها كل رجالات الدين في المواعظ والكرزات , لكن النصر لم يأتِ , مما يؤكد ان الاقوال لا تُطابق الافعال وان صدقنا مجرد مكياج نستخدمه لغايات تحسين الصورة واخفاء الجوهر . لا يحتاج النصر الى اشتراطات كثيرة ولا الى حسابات معقدة , يحتاج فقط ان تكون الصورة التي نراها عندما نقف على المرآة هي صورتنا الحقيقية , نحتاج الى ثقافة المحبة وثقافة قبول الآخر وثقافة احترام المخالف بدل شيطنته , النصر شروطه سهلة لمن اراده وليس لمن يتغنى به في المواسم والموالد , والنصر يحتاج الى روائح جميلة وليس الى حملة مباخر . omarkallab@yahoo.com |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة