اختارت وكالة "عمون" الاخبارية امس عنوانا ذكيا لتغطية سفر مجموعة من الوزراء لاداء مناسك الحج اذ اطلقت على الزيارة "حجة الوداع" للدلالة على قرب خروج بعض الوزراء من الحكومة في تعديل محتمل عليها غير ان للحديث عن التعديل الوزاري تقليدا اردنيا يبدأ بالسؤال عن التوقيت ثم من هي الاسماء الخارجة واخيرا من هم مرشحون للدخول الى الحكومة وهو تقليد بدأ مؤازروه يقلون تباعا حتى انحصرت دائرة الاهتمام بمن سيخرج نفسه وبأركان عائلته وكذلك على من يتوقع دخوله، ولم يعد الموضوع يأخذ بعدا صحافيا مثيرا للانتباه.
وللحق اقول ان هذا التعديل المحتمل على حكومة السيد نادر الذهبي يأخذ منحى مختلفا ويكتسب اهميته ليس من طبيعة القائمة المتوقع خروجها او دخولها بل لجهة تكريس فكرة لطالما كانت غائبة عن معظم الحكومات فالتعديل المحتمل من شأنه ان يعيد الى الاذهان مقولة ان الفريق الوزاري بحق فريق يتكافل ويتضامن في ما يتخذه من قرارات بعد ان استتب الامر ان ثمة مركزا واحدا لصناعة القرار وبالتالي فان الانسجام الحكومي بات ضرورة ملحة .
كذلك لا اعتقد ان رئيس الوزراء يفرح حين يسمع المقولة الدارجة الرئيس قوي اما العيب ففي الفريق وهذه المقولة كانت تفرح البعض في الماضي وتكون في النهاية مقتلا لحكوماتهم اذ ان الرئيس لا يحكم وحده ويحتاج الى فريق متناغم ومتجانس يستطيع معه ان ينفذ ما يعد به وما اقسم عليه.
الرئيس الذهبي يعرف ان امامه وامامنا ايضا فرصة نادرة لخلق حالة من الاستقرار الحكومي ، ففي هذه النقطة بالضبط ننظر الى التعديل المحتمل بوصفه اداة دستورية تعين حكومة الملك على ادامة زخم الانجاز وتوفير سبل الاستقرار في الادارة العامة بما يجعل من قابلية المحاسبة على الاداء امرا مستدركا وفي متناول اليد.
ينظر الرئيس الى الصحافة الوطنية نظرة مهنية ويعطيها حق قدرها اذ يرى فيها شريكا اساسيا في الانجاز وليس جهازا تابعا مهمته تبرير الاخطاء والمبالغة في تعداد الانجاز وهذه الروح لم تكن متوفرة فيما مضى فكانت الصحافة تنقسم بين مهلل ومولول فتضيع الروح النقدية القائمة على روح الشراكة لصالح روح المدح والقدح التي يجيدها الشعراء وليس غيرهم.
في هذا التعديل لن نسأل من سيدخل ومن سيخرج بل سنسأل ما مدى اسهام الوزير الفلاني في تحقيق حالة الانسجام وكيف سيكون لهذا المرشح او لذاك الدور المناسب في تحقيق رؤى جماعية لحكومة متضامنة يقودها رئيس يعرف ماذا يريد.
سننتظر التعديل بهذه الروح .
samizobaidi@yahoo.com
عن الراي .