مرضى التلاسيميا وانعدام فرص العمل
د.فخري العكور
08-05-2017 01:11 PM
احتفل الاردن والعالم قبل ايام بيوم التلاسيميا العالمي وقد نظم المنتدى الاردني للثقافة الصحية الذي ترأسه السيدة جهاد
البنا مهرجانا حافلا برعاية معالي وزير الصحة الذي انتدب عطوفة الدكتور علي السعد لافتتاحه , وكان حدثا مفرحا لمرضى التلاسيميا الذين حضروا الاحتفال..
ان مرض التلاسيميا الذي يصيب هيموجلوبين الدم بسبب خلل جيني , يعتبر من اكثر امراض الدم المسببه للمعاناة بكل
اشكالها لهؤلاء الاطفال .. فهم يتألمون جسديا ويرهقون من عمليات نقل الدم ومن مضخات الديسفيرال التي تساعدهم في
التخلص من ذرات الحديد الضارة وخاصة على عضلة القلب , كما انهم يعانون كثيرا من نظرة المجتمع اليهم بسبب تغير ملامح وجوههم واصفرار الجلد عندهم مما يسبب لهم توترات نفسية واحباطات ثقيلة تجعلهم ينعزلون عن مجتمعهم في كثير من الاحيان وفي ذلك ظلم شديد يمارسه المجتمع عليهم للاسف الشديد ...
ان وزارة الصحة تقوم ببذل كل جهدها لرعاية هؤلاء المرضى وعلاجهم وتأمين كل الادوية اللازمة لهم , وذلك عن طريق اقسام التلاسيميا المنتشرة في مستشفيات الوزارة في مدن المملكة , كما يقوم الاطباء من الاختصاصات الاخرى بمتابعة امورهم الصحية كالقلب والكلى والنفسية وغيرها ...
لكن المشكلة الكبيرة التي تؤرقهم وتسبب لهم الحزن واليأس هو انكار مؤسسات البلد الحكومية والخاصة لامكاناتهم العقلية والمهنية بالرغم من شدة ذكائهم وحصول الكثير منهم على شهادات علمية ومهنية تمكنهم من العمل بكل سهولة , الا انهم لا يلقون سوى الرفض وعدم القبول وبالتالي يجلسون في بيوتهم دون عمل عالة على ذويهم مما يزيد من الامهم النفسية ..
لقد حان الوقت ان تنظر الحكومة الى هذه الفئة من الناس الذين ابتلوا بهذا المرض دون ذنب بعين الاهتمام وان تساعدهم في الحصول على فرص عمل تساعدهم على العيش الكريم , كما انه قد حان الوقت ان ينظر المجتمع اليهم بعين الرأفة والاحترام فهم في نهاية المطاف بشر من لحم ودم ...