facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الامن السياحي الركيزة الاهم لانجاح الموسم السياحي


د. بشير الدعجة
07-05-2017 05:28 PM

• الخطط الامنية السياحية التقليدية لم تعد تجدي... وحادثة قلعة الكرك مشؤومة الشاهد على ذلك.
• هل هنالك خطط امنية سياحية واضحة المعالم...ام اجراءات روتينية مبتورة ( لا تغني ولا تسمن من جوع ).
• ليس لدينا خطة اخلاء للمواقع السياحية عند حدوث طاريء امني او اعتداء.
• ادارة الشرطة السياحية تؤدي واجبات احترافية سياحية... ولكنها ليس لديها الاحترافية المهنية العالية للتعامل مع الحوادث الامنية الخطرة.
• انتشار قوات الدرك ( باللباس المدني ) كسائحين يعزز الامن السياحي ويفوت الفرصة لضرب الموسم السياحي,

 الموسم السياحي بدأ منذ شهر تقريبا في مملكتنا الحبيبة ... وبدأت افواج السياح تحج افواجا افواجا من مختلف اصقاع المعمورة للاستمتاع بأجواء ومناخ الاردن الفريد والرائع الذي قل مثيله في دول الاقليم لا بل العالم... كما بدأت الافواج السياحية التي تعنى وتهتم بالتاريخ والاماكن التاريخية تتوافد الى مختلف المواقع التاريخية رهطا رهطا للتمتع بأثار الاجداد والحضارات التي سادت الاردن على مر العصور.


وهذه الاعداد من الافواج السياحية تحتاج الى حراسة امنية مشددة ومرافقة امنية محترفة على مدار الساعة لحمايتها وتأمين الاجواء السياحية المثالية ... والاطمئنان الامني العالي...ليكون هؤلاء السياح والزوار خير سفراء لنا عند عودتهم لبلدانهم وشعوبهم... ونقل الصورة الحقيقية المشرقة عن الاردن وضيافتها وأمنها... وذلك لتشجيع وجلب افواجا سياحية اخرى ... خاصة وبدون أي تزلف وموضوعية وحيادية تامة...أن بلدنا – وبهمة اجهزتنا الامنية – يعتبر الاكثر امنا واستقرارا قل مثيله في اقليما ملتهبا ومحترقا بالحرب الدولية او الحروب والفتن الداخلية ...


فأصبح الاردن الوجهة السياحية الاولى في المنطقة تؤمه الافواج السياحية من كل اقطار العالم... ومحجا للسياح والزوار ... خاصة من دول الخليج العربي الشقيق... وهذا سمعته شخصيا من عدد من الاصدقاء والمعارف... بأن الاردن هو الملاذ الآمن لهم لقضاء العطل والاعياد المختلفة ... عوضا على ان هذا التدفق السياحي ينعكس ايجابيا على الحركة الاقتصادية ويحرك الاسواق وقطاع الخدمات والملابس والصناعات وغيرها من القطاعات الاخرى ويغذي بالتالي خزينة الدولة من ضرائب ورسوم وغيرها من الاستحقاقات المالية... حيث يعلم الجميع ان بلدنا يعاني من فقر ووهن نخر جسد الدولة حتى العظم قبل ان ينخر جسد المواطن الاردني.

هذه المقدمة تقودني للحديث عن موضوع هام وحساس ويعتبر الركيزة الاساسية لنجاح الموسم السياحي اضافة الى بقية الركائز الاخرى... هذه الركيزة هي ركيزة الامن ... فالامن السياحي اذا لم يكن مخطط له على أعلى المستويات الامنية من قبل جميع احهزتنا الامنية ... تخطيطا كامل وشامل يأخذ بكافة الاحتمالات الامنية التي قد تؤثر على امن السائح والزائر ليكون الامن بذلك عنصر جذب فاعل في تدفق السياح والزوار للاردن ... عكس ذلك سيشعر السائح والزائر بضعف الاجراءات الامنية الخاصة بحمايته ... وسؤدي ذلك الى الاحجام والعزوف عن الحج السياحي الى الاردن ... وسيبحث عن وجهة سياحية اخرى لقضاء اوقاته وعطلاته فيها... خاصة اذا داهمنا طاريء امني – لا قدر الله – لم يتم التخطيط الامني الجيد له... ولم يكن ضمن حسابات ممن يضع الخطة الامنية الخاصة بالمواقع السياحية كافة...

وكمراقب أمني اجد ان الجهات الامنية المعنية بالامن السياحي لم تضع خطط امنية بالمفهوم الواسع واشامل للخطة لتأمين افواج السياح باساليب امنية محكمة من اي خطر محدق او محتمل... فأي حادثة امنية بسيطة مهما كان وزنها... ان وقعت في اي موقع سياحي ... ستنسف الموسم السياحي برمته وعن بكرة ابيه...فالخطط الامنية التقليدية لم تعد تجدي ... وعانينا كثيرا من ويلاتها وضعفها ووهنها ... وما جرى مؤخرا من احداث مشؤومة في قلعة الكرك قبل اشهر ... الا دليل واضح على ضعف الخطط الامنية ووهنها – ان كان هنالك خطط امنية للتعامل مع مثل ذلك الموقف الذي احرجنا امام العالم بأسره ... واصاب اجهزتنا الامنية بمقتل ... كنا لا نتمنى ان نرى ونسمع ذلك ... ..

استطيع ان اجزم بانه لا توجد هنالك خطط امنية واضحة المعالم ... مكتوبة ومنقحة وموثقة للتعامل مع الامن السياحي اخذة باعتبارها الخطر الارهابي
ولم اسمع او ارى ان هنالك خطة طواريء موثقة تلجأ اليها الاجهزة الامنية والمعنية الاخرى لاخلاء السياح او الزوار في حالة حدوث طاريء امني – لا قدر الله – وتم تدريب العناصر الامنية والجهات المعنية بأمر الاخلاء عليها ... ولم نسمع انه تم عمل ( بروفة ) للتعامل مع اي طاريء امني يهدد المواقع السياحية وزوارها..يتبعه بعد ذلك اخلاء صحيح لهم...فكل ما هو موجود مجموعة من الاجراءات التنفيذية مبتورة لا تستند او ترتبط بخطة امنية شاملة لها اهدافها المحددة ... يتم تقييمها قبل واثناء وبعد سير الخطة... واجراء المعالجات للانحرافات وتصحيحها فورا ... وما حدث في قلعة الكرك الشماء ... الا دلالة واضحة وشاهدي على عشوائية وتخبط خطط الامن السياحي – ان كان هنالك خطط- ... علما باننا مهددين وباستمرار من عصابات خارجة عن القانون تتحين الفرصة المتمثلة بضعف خططنا الامنية للانقضاض على الوطن وارتكاب افعالها القذرة...وقد اصبنا واكتوينا كثيرا بنيرانها وللاسف في عدة مواقع سياحية خلال الاعوام الماضية .... وخسرنا العديد من المواطنين والسياح...

وبعد كل حادثة تتخذ اجراءات امنية مشددة ما تلبث ان تتلاشى هذه الاجراءات تدريجيا الى ان تنتهي وتختفي- وتعود حليمة لعادتها القديمة-بالتراخي وتدني الحس الامني في المواقع الاثرية والسياحية بسبب عدم وجود خطة مكتوبة ومتابعة وتقييم لها باستمرار.... بينما تنشط العصابات الخارجة عن القانون في التخطيط والتقييم لخططها لتنفيذ اعمالها الشيطانية وتضرب من جديد ضرباتها الجبانة....


ان الامن السياحي يجب ان يرتقى به الى اعلى درجاته الامنية ... وتكثيف التواجد الامني المخطط والمدروس وليس عشوائيا وتخبط ... وذلك لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بالموسم السياحي الحالي ... الذي نتوقع ان يكون نشطا ومتميزا - باذن الله تعالى - وذلك من خلال التنسيق الامني التام بين جميع الجهات المعنية بالموسم السياحي ... واقصد هنا الاجهزة الامنية لوضع خطة امنية مشتركة تحدد الادوار والواجبات وطرق تنفيذها ومتابعة تقييمها اولا باول للوقف على الانحرافات في الخطة ومعالجتها مباشرة...بدون اغفال وجود غرفة عمليات مشتركة تدار على مدار الساعة من قبل هذه الجهات...

ان الشرطة السياحية تقوم بادوار مشرفة وحضارية في خدمة المواقع السياحية والاثرية وزوارها ... وتقدم خدماتىا امنية وانسانية واجتماعية جليلة لرواد هذه المواقع ... لكن اقولها وبصراحة – وهدفي الارتقاء بالامن السياحي ليشرفنا اقليميا وعالميا... ان الشرطة السياحية غير مؤهلة تدريبا في التعامل مع العصابات الخارجة عن القانون لا تدريبا بدنيا ومهاريا ولا فكريا وامنيا... فهذه العصابات ذات تكتيك وتدريب عالي ... وتخطيط نوعي ماهر... لا يستطيع رجل الشرطة السياحية ان يجاريهم ويجابههم... فهو اي رجل الشرطة السياحية معد ومدرب للتعامل مع السياح وخدمتهم من حراسات روتينية كعدم وقوع السائح بالمشكلات العادية غير الخطرة ولا تهدد حياته ... مثل السرقات والاعتداء البسيط والاحتيال او التوهان في الصحراء او بين الجبال او الاودية..... اما التعامل مع العصابات الارهابية التي منهجها القتل واحداثه باكبر عدد من السياح ورجال الامن والتفجير والخراب ... فعذروني – وهدفي المصلحة العليا للوطن - ... فرجال الشرطة السياحية غير مدربين ومعدين لمثل هذه الحوادث الخطيرة... فهذا يعرضهم للخطر اولا من قبل هذه العصابات الارهابية اكثر من السياح لانهم هدف رئيسي وشهي لهذه العصابات الارهابية ... لذلك لا بد من البحث عن طريقة ووسيلة لحماية السياح ورجال الشرطة السياحية من خطرهم ... وتفويت الفرصة عليهم لتحقيق مآربهم القذرة ...

ووأد اي محاولة لضرب الموسم السياحي الذي يعول عليه كثير من المنتفعين منه وينتظروه بفارغ الصبر لتعويض بعض خسائرهم والاسترزاق منه لسد ديونهم وانعاش اوضاعهم الاقتصادية...
لذلك فانني اقترح ان يتم وضع خطة امنية محكمة لا اجراءات تنفيذية مبتورة عن جسد الخطة... للتعامل مع الامن السياحي وان يكون احد اجراءاتها التنفيذية نشر قوات من قوات الدرك ( باللباس المدني ) كسائحين وزوار في المواقع السياحية والاثرية ... مدربين على التعامل مع الارهاب والعمليات الامنية الخطرة ومخططات الارهاب... فهذه الميزة تنطبق على قوات الدرك ومأهلين تأهيلا تاما للتعامل مع مثل هذه المخططات ومرتكبيها...يساندهم جاهز استخباري قوي للمراقبة والتحري وجمع المعلومات حول كل من تسول له نفسه العبث بامن الوطن والمواطن والسائح ايضا
اما المهرجانات والمعارض ... فانها ستكثر في فصل الصيف بشكل كبير جدا وسيرتادها الكثير من الاشقاء العرب والمغتربين الاردنيين وابناء الوطن في الداخل... وقد اثبتت تجاربنا الامنية في التعامل مع المهرجانات انها تجارب ناجحة مئة بالمئة... والسبب هو الاستعداد والتخطيط الامني العالي والمتابعة الدقيقة للخطة اثناء سير تنفيذها...فهي حماية امنية موفقة لها باستمرار... والتعامل الامني معها على مستوى عال جدا نفاخر ونباهي به الدنيا ...ويعود ذلك الى الانتشار الامني لاجهزتنا الامنية يما فيها قوات الدرك بشكل كثيف جدا ومخطط ومدروس منفذين خطط امنية تكتيكية محكمة... نجحت باحترافية امنية عالية... جعلتنا وباستمرار نرفع القبعة لهم احتراما على جهودهم الامنية الجبارة واحترافيتهم المهنية...


لكن لابد من التذكير ان العصابات الارهابية التي تهددنا باستمرار ... قد يكون احد اهدافها الشيطانية مهرجانا او معرضا او غيره... فلا بد في هذا الموسم من تشديد القبضة الامنية وبصورة حضارية تكتيكية عالية التنفيذ اثناء سير فعاليات المهرجا نات والمناسبات الاخرى ... وفق خطة مدروسة ومتكاملة وذلك لتفويت الفرصة عليهم وافكارهم الشيطانية... مع الاخذ بعين الاعتبارتسهيل مهمة السياح والزوار باساليب حضرية اثناءالفعاليات وعدم شعورهم بالقبضة الامنية والا ستكون النتيجة عكسية سلبية ... تؤدي الى عزوفهم عن التفاعل مع الفعاليات كافة.


قد لا تلتفت اجهزتنا الامنية كافة لهذا المقالة وتعتبرها مجرد مقالة عادية ورأي يحترم ولا يؤخذ به... او يهدف الى تكملة صفحات جريدة او خواطر تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي... فانني اذكران موضوع الامن موضوع خطير جدا ويجب التعامل معه بجدية بل مع كل جزئية فيه ينجم عنها او يتوقع حدوث خطرا منها ولو 1% ... فيجب اخذها بجدية تامة ويخطط لها كما يخطط لاي معلومة امنية نسبة حدوثها عالية... لذلك علينا الارتقاء بالحس الامني والتخطيط الامني السليم والصحيح الى اعلى المستويات ... خاصة وان مهددين في لحظة من قبل هذه العصابات الارهابية التي تعمل وتخطط ليلا نهارا لضرب امننا واستقرارنا ... فعلينا الاستعداد لهذا الموسم ومناسباته بصورة امنية نبهر العالم بها ونكسر شوكة العصابات الارهابية بتفويت الفرصة عليهم من تحقيق مآربهم الخبيثة ...


فلتعمل اجهزتنا الامنية على وضع خطط امنية محكمة محددة الاهداف والاجراءات والاليات تتشارك بها جميع الاجهزة الامنية المعنية ذات العلاقة.... هذا الموسم السياحي سيكون مختلفا عما سبقه من مواسم سياحية ... وهذا يتطلب اليقظة الامنية العالية والحذر ورفع درجات الامن الى اعلى مستوياتها... وعلى دروب الخير نلتقي.


العقيد المتقاعد الدكتور بشير الدعجة الناطق الاعلامي السابق للامن العام





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :